يحفل السجل الإنساني الخيري لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، يرحمه الله، بصفحات ناصعة يصعب حصرها، فالفقيد الغالي كان أميرًا للخير عرف على مدى السنوات بمبادراته غير المسبوقة داخل وخارج المملكة. وخدم الأمير الفقيد وطنه بإخلاص وتفان، وقدم للعالم أجمع وللإسلام والمسلمين نموذجًا متفردًا من البذل والعطاء، فقد كان طيب الله ثراه كالدوحة الباسقة والشجرة الطيبة التي تؤتي أكلها كل حين بأذن ربها. واحتسب -يرحمه الله- مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية مساهمة منه مع جهود الدولة في تلبية احتياجات فئات مختلفة من أبنائنا المواطنين وتطوير حياتهم في إطار رسالتها «مساعدة الناس ليساعدوا أنفسهم». وتطلع طيب الله ثراه في رؤيته لإنشاء هذه المؤسسة إلى استمرار هذا الجهد المميّز بما يسهم في إيصال خدمات المؤسسة لكل من يحتاجها وأن يرقى هذا الأداء إلى ما يتناسب مع مكانة المملكة. وفي هذا الصدد يؤكد ل «المدينة» المهندس قاسم القحطاني المسؤول عن ادارة مشروعات الإسكان الخيري بمؤسسة سلطان الخيرية أن الفقيد رحمه الله وفر اكثر من 1200 وحدة سكنية للفقراء والمحتاجين بجميع مناطق المملكة، من خلال المؤسسة الخيرية والتي تراوحت قيمتها الاجمالية بنحو 400 مليون ريال. 300 ألف ريال للوحدة وأوضح القحطاني أن تكلفة الوحدة السكنية تقدر بنحو 300 ألف ريال، مشيرا إلى أن البرنامج حتى عام 1430ه شمل عشر مناطق هي: عسير، تبوك1، نجران، حائل، الرياض، مكةالمكرمة، والليث وجازان، تبوك 2 بإجمالي (1626) وحدة سكنية مع المرافق والخدمات موزعة على اثنين وعشرين موقعًا، إجمالي تكاليفها (510) ملايين ريال تقريبًا. وقد تم إنجاز المرحلة الأولى من البرنامج التي وتحتوي (746) وحدة سكنية، (6) مساجد، (6) مدارس، (3) مراكز صحية، مركزًا اجتماعيًا، جميعها مؤثثة وموفر لها المرافق العامة. ويجري العمل في المرحلة الثانية التي تمثّل (14) موقعًا وتحتوي (880) وحدة سكنية؛ منها (500) وحدة تحت الإنشاء. وأشار القحطاني إلى أن الفقيد لم ينس الشباب العزاب، حيث إن المؤسسة باشرت في انشاء 6 مبانٍ لإسكان الموظفين والموظفات العزاب تستوعب نحو 800 شخص. وأوضح المسؤول بادارة مشروعات الإسكان الخيري أن آلية اختيار المستحقين تتم من قبل لجنة يشكلها ويشرف عليها أمير المنطقة التي تحتضن المشروع بالتنسيق مع المؤسسة ومن ثم تصدر المؤسسة شهادات تخصيص الوحدات باسماء المستحقين، حيث ان تلك الشهادات ليست صكوك ملكية، بل للانتفاع الشخصي للمستفيد واسرته بدون رسوم ايجار، ولا يحق للمستفيد تأجيرها او بيعها او رهنها او استخدامها لاي اغراض اخرى لان هدف البرنامج تأمين المسكن المناسب لتلك الاسر المحتاجة. وأشار إلى أن اول مشروع عملت عليه المؤسسة بعد اصدار توجيهات سموه الكريمة بتأمين مشروعات الإسكان للفقراء إسكان القحمة بمنطقة عسير بمساحة تقدر 187 مترًا مربعًا حيث تعيش نحو 200 اسرة في هذا المشروع في بيئة متكاملة الخدمات وتتوفر فيها كل مقومات الحياة الكريمة وقد بلغت تكلفته نحو 32 مليون ريال. سكن مؤثث بالكامل ومنذ ما يقارب 5 سنوات تسلمت الاسر الوحدات السكنية المؤثثة بالكامل، واقيمت كل وحدة سكنية على مساحة 600 متر مربع وتشمل 3 غرف نوم ومجلس وغرفة طعام وصالة معيشة اضافة الى المطبخ وثلاث دورات مياه. وأوضح انه تلى هذا المشروع مشروع تبوك، وبعدها توالت المشروعات في جميع انحاء المملكة. وأشار إلى انه من منطلق رسالة المؤسسة «مساعدة الناس ليساعدوا أنفسهم»، بدأ برنامج المؤسسة للإسكان الخيري في عام 1421ه لتوفير مساكن للأسر الفقيرة في أنحاء المملكة تقام في مجمعات عمرانية تتوافر بها المرافق والخدمات مما يتيح للساكنين تطوير حياتهم وإحداث نقلة اجتماعية وصحية وتعليمية لأفرادها. واضاف انه روعي في تصميم الوحدات السكنية خصوصية الاسرة والعادات والتقاليد السعودية. ونوه إلى أن الاعمال الانشائية في مشروعات مدينة الليث بمكةالمكرمة قطعت شوطًا كبيرًا، حيث انه من المتوقع بمشيئة الله انجاز المشروع خلال هذا العام، كما تجري حاليا الاعمال الانشائية في مشروعات تبوك2 وحائل. العناية بالمساجد وكشف المسؤول بإدارة المشروعات بمؤسسة سلطان الخيرية أن سمو الفقيد رحمه الله اعتنى ايضا بالاهتمام بالمساجد، من خلال برنامج الأمير سلطان للعناية بالمساجد، حيث يشمل البرنامج حصر المساجد القديمة ذات الطابع التراثي ووضع خطة علمية لتوثيقها وترميمها بالطريقة التي تضمن المحافظة على طابعها المعماري ووضع برنامج زمني وميزانية تقديرية لترميم المساجد التي تم حصرها وتأهيلها واعادة بناء بعضها بالاضافة إلى وضع تصور حول انشاء وقف استثماري يدعم ما تحتاج اليه تلك المساجد مستقبلا من صيانة، وقد بلغت تكلفة البرنامج مليوني ريال. وأشار إلى أن لسموه كذلك تبرعات عينية لمساعدة المحتاجين للسكن والمعوزين تم التبرع بها من حسابه الشخصي لامراء المناطق، حيث ذلك لا يدخل من ضمن مشروعات مؤسسة الأمير سلطان للإسكان الخيري.