عندما علم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله وهو خارج المملكة بوجود 3 عائلات من الأشقاء يعيشون في إحدى صحاري شمال الطائف، وجميعهم من الصم والبكم سارع بتشكيل لجنة فورية قدمت من الرياض وباشرت في نفس اليوم الذي اطلع فيه سموه على الحالة، وقرر رحمه الله بعد إشعاره هاتفيًّا من قبل اللجنة عن وضع الأسر الثلاث التبرع ب 10 ملايين ريال من أجل بناء منازل لهم سكنية واستثمارية ومساعدتهم ماديًّا بشكل فوري. وعلى الفور تم الشروع في إنشاء المباني المخصصة لهم من أجل السكن واستثمار المحلات التجارية حتى تدر لهم دخلًا مناسبًا مع تقديم كافة الخدمات التي يحتاجونها. تفاصيل هذه القصة المحزنة شهدتها محافظة الطائف، وتحديدًا على بعد حوالى 400 كم حيث كان أفراد هذه الأسر يعيشون بعيدًا عن هذا العالم في خيام وصنادق لا تتوفر بها أي وسيلة من وسائل العيش الكريم كونهم بعيدين جدًا عن الضواحي السكنية. كانوا يسكنون في مواقع غريبة جدًا حيث أقيمت مساكنهم تحت الأشجار، فيما كان الأطفال يرعون ابلهم وأغنامهم حفاة، ولا يعرفون طريقًا إلى المدرسة، بل لا يستطيعون إليها سبيلًا، خصوصًا وأن المدارس التي قد تكون في القرى والهجر لا يتوفر فيها أيُّ نوع من أنواع التعليم الخاص بهذه الفئة. الأسر الثلاث تعيش الآن حياة مختلفة عن ذي قبل بعد أن توفرت لهم الحياة الكريمة ودمجهم مع المجتمع، إضافة إلى أن الحي الذي يقطنونه تحرك تجاريًّا بسبب العمائر الجديدة والمحلات التجارية التي خصصت لهم. و بعدما سمعوا بخبر وفاة الامير سلطان يرحمه الله ذرفت أعينهم الدمع، ورفعوا أكف الضراعة للعلي القدير أن يرحم سموه وأن يجزيه خير الجزاء ويسكنه فسيح جناته بعدما أنعم الله عليهم بفضل منه ثم بخيراته يرحمه الله ورعايته الشاملة لهم ولأسرهم وأبنائهم، مؤكدين أن سموه يرحمه الله وفر لهم الرحة في منازلهم بعدما كانوا في الصحراء والمناطق النائية ونقلهم إلى المدن الراقية. واعتبروا عطف سموه وكرمه السخي بالرعاية الصحية والتعليمية لهم الأمر الذي رأوه أكبر من حلم تحقق لهم، فأصبح واقعًا ملموسًا. وقال كل من سعود هوصان وشقيقة سعد: سموه انتشلنا من قلب الصحراء ومن الحياة الصعبة بشكل لم نكن نتوقعه، حيث سارع بمجرد علمه بالخبر إلى إيفاد لجنة وقفت على مواقعنا ورأت الحال فكان الفرج بعد الله عزّ وجل على يد سموه رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وجعل كل ما قدّمه في ميزان حسناته.