شهد سوق عكاظ في نسخته الخامسة لهذا العام (1432ه 2011م)، ارتفاعًا في نسبة الزوار بنسبة 9% مقارنة بالعام الماضي، وبلغوا 157.228 زائراً، أي بمعدل يومي قدره 15.723 زائراً، وذلك خلال مدة فترة السوق في محافظة الطائف من 22 شوال إلى الثاني من ذي القعدة 1432ه. ورصد تقرير «قياس الأثر الاقتصادي لسوق عكاظ 2011م» الصادر من مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) التابع لهيئة لسياحة والآثار، تحت عنوان «الإحصاءات السياحية لسوق عكاظ 2011م»، بيانات إحصائية مفصلة عن أعداد الزوار، وخصائصهم وأغراضهم من الزيارة، ومصادر معلوماتهم عن السوق، كما تضمن بيانات إحصائية أخرى تشمل عدد الليالي التي قضاها الزوار في محافظة الطائف، ونوع السكن المستخدم، ومتوسط الإنفاق، وتقييم الزوار للسوق، واقتراحاتهم لتطويره في السنوات المقبلة. ويهدف التقرير الإحصائي ل «ماس»، المبني على تحليل البيانات الإحصائية جمعها فريق ميداني من الباحثين، إلى تقدير أعداد الزوار بأسلوب علمي دقيق، والتعرّف على خصائص وطبيعة الزوار، وتقييم الفعالية من وجهة نظر الزوار، والتعرّف على آراء الزوار ومقترحاتهم. وأوضح التقرير المبني على إفادات عينة عشوائية أن زوار سوق عكاظ قدموا مما يزيد على 41 وجهة من مختلف مناطق المملكة، إضافة إلى من خارج المملكة، مع أكثرية واضحة لمن قدموا من مكةالمكرمة بنسبة 36 في المائة، ومن جدة بنسبة 24 في المائة. وفيما يخص الغرض من الزيارة، نوه التقرير إلى أن 78 % من زوار السوق حضروا إلى الطائف لزيارة السوق فقط، فيما كان غرض 12 % زيارة الأهل والأصدقاء، و6% للترفيه والسياحة، بينما جاء 4% منهم بهدف العمل. وأفصح التقرير عن أن أكثر أيام سوق عكاظ كثافة في عدد الزوار كان يوم الجمعة 25 شوال والذي تزامن مع احتفال المملكة باليوم الوطني إذ بلغ عدد الزوار ذلك اليوم 31.456 زائراً، تلاه يوم الخميس الأول من ذو القعدة و وصل عدد الزوار إلى 16.980 زائر. وكشف تقرير «ماس» عن أن الصحف مثّلت للزوار أكثر وأهم المصادر التي استقى منها أفراد عينة الإحصاء معلوماتهم عن سوق عكاظ، بنسبة 25 %. وأفاد التقرير أن المتوسط العام للإنفاق اليومي للفرد الواحد من أفراد العينة بما في ذلك المجموعة المرافقة له بلغ 872 ريالاً، أي بمعدل 218 ريالاً للشخص الواحد، ومثّل الإنفاق على التسوق ما يقارب 40 % من متوسط الإنفاق اليومي، وعلى وجبات الطعام 23 %، وعلى الإيواء 17 %. ورأى غالبية زوار المهرجان أن أسعار الأنشطة والخدمات المقدمة كانت مناسبة، وتكلفة النقل والمواصلات في الطائف كانت ملائمة، وأسعار الأنشطة الترفيهية كانت أيضاً مناسبة. ورأى 68 % من الزوار المستطلعة آرائهم أن أسعار الأكل والشرب كانت ملائمة أيضاً. وأفاد ما يقرب من 84 % بأنهم بالتأكيد أو ربما سيحضرون إلى سوق عكاظ في حال إقامته مرة أخرى، أما الذين أفادوا بأنهم بالتأكيد أو ربما لن يحضروا فكانت نسبتهم 6% فقط. كما أورد التقرير تقييماً للسياحة في محافظة الطائف بشكل عام، إذ أشار 42 % إلى أنها ممتازة، وأوضح 45 % أنها جيدة جداً، وذكر 12 % أنها جيدة، وبلغ متوسط التقييم الإجمالي 4.2 درجات من خمس درجات. وقدّم التقرير عدداً من الاقتراحات التي أوصى بها الزائرون لتطوير السوق، وتمثل أبرزها في زيادة وتنويع البرامج الترفيهية للمهرجان، وزيادة مدة السوق، وتوفير المطاعم التي تتميز بالجودة العالية، وأن تكون فترة إقامة السوق أثناء الإجازات الرسمية، وزيادة وتحسين إنارة مقر السوق، والاهتمام بجودة الخدمات الصحية. كما طالب الزوار في توصياتهم بتصميم برامج وأنشطة خاصة بالأطفال والنساء، ومراقبة أسعار الخدمات، وزيادة مساحة مقر السوق، وتوفير مواقف للسيارات قريبة من مقر إقامة السوق، وزيادة المنتجات التراثية الخاصة للبيع، وتوفير سيارات خاصة لكبار السن، ومشاركة الزوار في ركوب الخيل والهجن، وتوسيع الطرق المؤدية إلى مقر السوق. سلطان بن سلمان: عكاظ يتطور مرحلياً بتراكم الخبرات وتعزيز الإيجابيات وصف الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العليا للسياحة والآثار تقرير «ماس» بأنه يقدم صورة شفافة عن مستقبل سوق عكاظ، كواحد من أهم المناسبات الثقافية والأدبية والاقتصادية والسياحية في المملكة، مشيرا إلى أن سوق عكاظ يتطور مرحلياً عامًا بعد آخر بتراكم الخبرات وبناء للقدرات البشرية واكتمال الإنشاءات المعمارية في موقعه وتعزيز الإيجابيات ومعالجة السلبيات. وقال الأمير سلطان: المؤشرات توحي بثقة وقوة أن «سوق عكاظ لا يسعى فقط إلى أن يكون واحداً من أبرز المناسبات في الساحة المحلية السعودية، بل يتطلع إلى الأفقين العربي والعالمي، كما يسعى إلى التعبير الجلي عن التطور الذي تشهده المملكة في هذه المرحلة في الجوانب الاقتصادية والتجارية، والصناعية، والثقافية». وبيّن أن سوق عكاظ اليوم وبناء على أرقام تقرير «ماس» المبني على استطلاع ميداني من الزوار تؤكد أنه بدأ يستعيد دوره التاريخي كحاضنة للإبداع الثقافي والأدبي والشعري، وكذلك الإبداع الفني بتنظيم العروض المسرحية والمعارض الفنية، إلى جانب إحياء الموروث الوطني ودعمه وتشجيعه والمحافظة عليه، كما أنه بدأ في مد جسوره للغد عبر برنامج «عكاظ المستقبل» الذي يسعى إلى نقل المعارف الحديثة والعلوم التقنية إلى المتلقي العادي، والتعريف بإسهامات المملكة فيها.