«سلطان بن عبدالعزيز» عَلَمٌ من أعلام هذه البلاد، ورمزٌ كبيرٌ له بصماتُ خيرٍ عديدة، يعرفها عنه كثيرون، وربما يجهل أكثرها الكثيرون، فكم من محتاج أعانه على قضاء حوائجه، وكم من عانٍ فكّ أسره، وكم من مريض كان له سببًا في العلاج والشفاء بإذن الله، واليوم انتقل سلطان الخير إلى رحمة ربه الغفور الرحمن، لكن بصماته لن تمحوها الأيام وتقادم السنين، وإن كانت صورته الحية ستختفي من حياتنا، إلاّ أنه سيبقى أحد قادة هذه البلاد، الذي تقلّد مناصب كثيرة ورفيعة، كلها كانت في خدمة الوطن والمواطن، وممّا يعرف عنه -يرحمه الله- تواضعه مع عامة الناس وخاصتهم، وهي سمة توارثها أبناء عبدالعزيز عن والدهم مؤسس هذا الكيان، الذي كان قريبًا من مواطنيه فقيرهم وغنيهم، صغيرهم وكبيرهم، والتواضع من شيم الكبار الذين يعرفون بفعالهم لا بأقوالهم وأموالهم، قبل حوالى خمسين عامًا أخبرني خالي -يرحمه الله- أنه دعا سمو الأمير سلطان لتناول طعام العشاء في دارهم بحي الملاوي بمكة المكرمة، وكانت الدار بسيطة -شعبية- في حي بسيط معظم سكانه من الفقراء، ومتوسطي الدخل، لكنّ سموه -يرحمه الله- لبّى الدعوة بكل تواضع وحب!! ممّا أعرفه، ويعرفه كلّ مَن له صِلَة بالجمعيات الخيرية عامة، وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية خاصة، كيف كان سموه يدعم أنشطتها، ومشروعاتها، وخاصة نقل المؤن، والمساعدات مجانًا على متن الخطوط السعودية، وربما لم تنشر مثل هذه الأخبار في وسائل الإعلام، ولذلك فإن الكثيرين ليس لديهم علم بها، وقد تكون لسموه أعمال خير كثيرة في مواقع مختلفة، لكنها ليست معلنة، ويكفيه تشجيعه لمعلمي، وحفظة كتاب الله، ورصده أموالاً طائلة لذلك، كما أنه -يرحمه الله- تكفّل بتأسيس ودعم العديد من المراكز الخيرية في كل أنحاء المملكة، يعرف ذلك القاصي والداني، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن تكون هذه الأعمال الخيرية في موازين حسناته بإذن الله، لأنه كان محبًّا للخير، ناشرًا له، وداعمًا، وأن يتقبلها منه، ويجعلها ذخرًا له في عاقبة أمره، غفر الله له، وأكرمه بفسيح جناته، وعوضنا عنه خيرًا، وبارك الله في قادة بلادنا، وعلى رأسهم حبيب الشعب الملك عبدالله الذي رزقه الله حبّه لشعبه، وحب شعبه له، وأعاننا جميعًا على التعاون على البر والتقوى، وأن يحفظ بلادنا من كل سوء، ومن كيد الكائدين كائنًا من كانوا..!