امس الاول أسدل التاريخ الستارعن آخر فصل من فصول مسرحية الطاغية المجنون القذافى.. ويعتبرمقتل القذافي نهاية لحقبة الاستبداد الطويلة التي عانى منها الشعب الليبي طيلة 42 عاماً..؟ وهكذا هلل وكبرالثوارعندما تلقوا نبأ مقتله من زملائهم ..هؤلاء الثوارالذين وهبوا حياتهم ثمنا لتلك الغطرسة للطاغية معمر القذافى. إن هؤلاء الثوارشباب مسلمون ومؤمنون فهم لا تفارق افواههم كلمات الإيمان منذ بداية الثورة فى 17 فبراير الماضى ولم يغب عن ألسنتهم التسبيح والتكبيروالحمد لله وكان ذلك هو الدافع القوى لهم للنصر والعزيمة الجبارة للتقدم من مدينة الى مدينة ومن قرية الى قرية الى ان حررت ليبيا بأكملها.. لقد ظل هذا الطاغية وحاشيته فى ليبيا العظيمة ينهشون اموال الشعب ويستحوذون على ثروة بلادهم بعد عقود من التفرد في الحكم والاستئثار بالسلطة والاستئساد على شعوبهم بالبطش والقوة والهيمنة وظلوا كذلك ليحفظوا ويعززوا من نفوذ قوتهم وسلطتهم كما يفعل كثيرمن الرؤساء العرب ولكنهم لا يتعلمون ولا يستفيدون من دروس التاريخ ومن سبقوهم من طغاة..؟ فلوكان لديهم الكم القليل من الإنسانية لتركوا الخيار لشعوبهم فهم الى الآن لم يتعلموا او يستوعبوا الدرس بانهم سيلاقون نفس المصير وسيبكون على هذا اليوم الذى ينتظرهم..! فهذه هى نهاية كل ظالم لم يستفد من نهاية القذافى..؟خصوصاً إذا ما انقلبت الأمور وتبدل الحال وصار للضعفاء الكلمة العليا في إدارة شئون بلادهم..! لقد فعل القذافى بشعبه ما لم يفعله طاغية وظل يتوعد شعبه ويلقبهم بالجرذان غير مبال بانسانيتهم وكرامتهم..!وكان قاسيا وغليظ القلب وعديم الرحمة وهو يرى جثث شعبه تتطاير بفعل آلة الحرب التي كان يمكن أن يمنعها ويتنحى عن الحكم لو كان في قلبه شعرة من الإنسانية أو ذرة من الإحساس الوطنى بل ظل يسحق أرضه وشعبه دون مخافة الله..؟ وهوى هذا المجنون بنفسه إلى مخبأ واعتقد بعقليته الجوفاء أنه سيحميه حتى يعود مرة ثانية حاكماً طاغياً ناهياً آمراً مدى الحياة بعد ان نكل بشعبه ودمر بلده وشرد الملايين من خيرة عقول أرض بلاده..؟ وأثار القذافي استغراب من حوله لا سيما حكام العالم بسبب غرابة أسلوب حياته وتصرفاته وأزيائه التقليدية وطريقته في ممارسة السلطة وتصريحاته ونظرياته الهائمة المبتكرة.... واخيراً كانت النهاية الطبيعية لكل المتغطرسين الطاغين المتكبرين والمزيفين والذين بقوا طيلة حكمهم يذبحون من يشاءون ويعتقلون من يشاءون من أبرياء شعوبهم ولا حول ولا قوة الاَّ بالله..