شدّد أستاذ الدراسات العليا في جامعة القصيم د.عبد الله بن محمد الطيار على أن الاختلاف وارد بين الزوجين ويجب أن يتروى الزوج في الطلاق مشيراً إلى أن الرابطة الزوجية متصلة بالعروة الوثقى لا تنفصم ولا تضعف مادامت مستظلة بفيء التوجيه الإلهي ومادام كل واحد من الزوجين يؤدي ما عليه فستكون هذه العلاقة أوثق العرى و أقواها وذلك هو سبيل السعادة الزوجية وهي مطمح الأزواج في العالم أجمع، ولكن الأمور قد لا تجري على هوى الإنسان ورغبته وكلما يتفق الزوجان ويتطابقان من جميع الوجوه فما من بشر يوافق هوى الآخر في كل صغيرة في الخلق والخلقة وفي دقائق التفكير والسلوك وخبايا الروح والعاطفة وليس ذلك التفاوت بضار إذا ما تعاشر الزوجان بالمعروف وطرحا الهوى جانباً وأكرم كل واحد منهما صاحبه وحكما العقل وتركا نزعات النفس والهوى والشيطان وجليس السوء، إنما الذي يهدد الرابطة الزوجية تتبع كل واحد للهفوات من الآخر يستشفها من وراء الحجب أو يستنبطها من فلتات اللسان فيغريهما ذلك بالتنازع وكثيراً ما يفضي إلى التقاطع والتدابر ،وقد عالج الإسلام ذريعة إفساد الحياة الزوجية هذه فوجه الأزواج إلى توسيع مداركهم والتمسك بعناصر الخير في زوجاتهم فكثيراً ما تسيطر الكراهة على زوج لخُلِّة في زوجته لا تعجبه من حيث شكلها الجسمي أو عملها البيتي مثلا وينسى الخير الكثير فيها ويُحرم الفضل الذي تنطوي عليه وصدق الله العظيم «وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً» و صدق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :» لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر» وكم شاهدنا وعايشنا أزواجاً ملوا زوجاتهم وكرهوهن في البداية فلما رزقهما الله الذرية ووقفوا على أخلاق الزوجات استقامت أحوالهم وعاشوا في سعادة كبيرة لكن متى استحكمت الأمور وساءت العشرة واتسعت دائرة الخلاف وجب الإنصاف والعدل»