وصلت الأمور بين الفنان خالد عبدالرحمن والملحن الفنان بندر سعد إلى طريق مسدود بعد أن وضع كل منهما له جبهة ملتهبة بنيران الاتهامات يتقاذفون بها عشيةً وضحاها، فأصبحت الساحة الإعلامية تترقب ما ستؤول إليه تلك المواجهة التي لم تكن متوقعة من الطرفين خصوصاً وأن خالد عُرف عنه هدوءه وتفهمه للكثير من الأمور عبر تاريخه الفني الكبير، وكذلك بندر سعد الذي كان يتمتع برقي كبير في التعامل مع جميع الفنانين في الوطن العربي.. خالد يرد.. خالد عبدالرحمن رد على البيان الصحفي الصادر من بندر سعد حينما رفض الدخول في تفاصيل المشكلة وقال أريد أن يواجهني بندر سعد وجهاً لوجه ونفتح حواراً واضحاً وصريحاً لأن مشكلتي معه شخصياً ولن أتقبل أي طرف آخر، وأكد أبو نايف بالقول: إن كانت المسألة مسألة إشراف على الألبوم فالحقيقة أن بندر لم يشرف إلاّ على أربعة أعمال فقط لا غير، وأشار إلى أن بندر قبل بداية تنفيذ الألبوم قد تنازل عن حقه المادي مقابل الإشراف. بندر سعد من جهته وفور بداية اشتعال المشكلة أصدر بياناً صحفياً أوضح فيه العديد من النقاط الهامة حيث قال تفاجأت بين يوم وليلة أن أكون مديوناً لخالد ب 210 آلاف ريال بعد أن كان خالد مُطالبا بدفع المبلغ كحق لي أنا، وكحق مشروع بعد أن توليت مهمة الإشراف على تسجيل وتنفيذ الألبوم الجديد لخالد عبدالرحمن(رفيع الذوق) بطلب شخصي منه. القصة.. بدأت أحداث القصة «المؤسفة» بعدما استمع الفنان خالد عبدالرحمن لأغنية (شكل إللي حبيته) وابدى اعجابه الشديد بها والتي كانت ضمن ألبوم «شاديات» وهي من ألحان صالح الشهري وغناء خالد وبإشراف مباشر مني (الحديث لبندر سعد) وأشرفت على العديد من الأعمال وقمت بتلحين الكثير منها، بعد ذلك قام خالد عبدالرحمن بالاتصال بي يبدي فيه رغبته بأن يوكلني مهمة الإشراف على ألبومه الجديد، فكانت ردة فعلي أن أبدي موافقة غير مشروطة تقديراً له ولجمهوره وللمحبة الممتدة بيننا. ومباشرةً دون تردد أبديت موافقتي بالقول «يشرفني العمل معك»، واستطرد بندر حديثه الصحفي بقوله: حينها اجتمعنا في منزل خالد في الرياض وهو اللقاء الأول ولم انظر للمقابل المادي أبداً، وحصل بيننا اكثر من لقاء في منزله في الرياض وكان النقاش فقط عن هوية الألبوم والأغاني التي سيضمها وعن مراحل التنفيذ ومن الأسماء التي سيتم التعاون معها من موزعين ومهندس صوت. الاتفاقية بين الطرفين.. ويواصل الفنان والملحن بندر حديثه عن بداية الاتفاق بقوله كان الاتفاق بيننا أساسه كلمة «رجل لرجل» بأن أنجز المهمة وأن يحفظ حقوقي المادية والأدبية وتبادلنا فيما بيننا الثقة، فلم أكن قلقاً من هذه الناحية لأن تعاملي معه ليس بجديد على الساحة الغنائية ولا تخفى عليه مثل هذه الأمور، وبالفعل استلمت منه مجموعة من الأغاني وقمت بعمل ورشة عمل تم الاعداد لها في البحرين ومن ثم ذهبت للقاهرة لأبدأ المهمة وحينها كانت الأوضاع هناك مضطربة جداً والحالة الأمنية غير مستقرة ومع ذلك تواجدت حرصاً مني على إنجاز العمل بالشكل المطلوب حتى أكون عند وعدي مع أبو نايف، وبقيت هناك مدة شهرين تفرغت فيها لإنجاز العمل واعتذرت عن الكثير من الأعمال الغنائية مع زملاء عدة، وكنت أتصل عليه هاتفياً لأسمعه أي عمل أقوم بإنجازه وكان يعجب كثيراً بالأعمال ولم يبدِ أي ملاحظة عدا أغنيتين قام بإعادة تنفيذهما حسب رغبة شقيقه بندر وكان ضمنها «ست الستات». معجب يتكفل بأغنية.. وأيضاً تم إعادة الأغنية العاشرة التي قدمتها له بعد أن أخذت الموافقة منه على غنائها وهي لأحد معجبينه الذي أبدى رغبته وامنيته بأن يتكفل بقيمة إنتاجها الموسيقي على حسابه الخاص، حيث اشترط خالد أولاً أن يقرأ نص الأغنية وهي للشاعر أحمد علوي و بعد قراءته أبدى إعجابه وطلب مني تلحينها ومن ثم تنفيذها، مع بقية الأغاني التسع وكانت من إنتاج شركة روتانا المنتجة للألبوم، و هناك عملان غنائيان كان من المفترض أن يتم تنفيذهما وهما من كلمات الشاعر منصور الشادي و إنتاجه ولكن الشاعر لم يطلب مني ذلك فلم أفعل، وهو ما قد يكون أغضب خالد الذي ظن أن لي علاقة بالأمر !!. بداية الشرار.. يضيف بندر: بعد الانتهاء من التنفيذ الموسيقي جاء دور تركيب الصوت وتم الاتفاق بيننا على أن نجتمع في أستوديو عبدالمجيد عبدالله في جدة ، و لكني تفاجأت باتصال من بندر عبدالرحمن (شقيق خالد) يطلب مني أن أرسل له الأغاني حيث يتواجد في الاستوديو مع خالد عبدالرحمن و بأنه سيقوم بتركيب صوته و كنت حينها متواجداً في الكويت، وابديت استغرابي من القرار الفردي لتركيب صوته فتوجهت على الفور إلى هناك وأشرفت بنفسي على ذلك رغم توجسي بأن هناك أموراغريبة تحصل دون علمي !! و بعد الانتهاء اتفقنا على أن نذهب للرياض و منها إلى دبي للقاء مهندس الصوت جاسم محمد الذي اخترته بالاسم لعمل المكساج النهائي للأغنيات، وفي أثناء تواجدنا في الرياض وتحديداً في أستوديو الأوتار الذهبية طلب مني أخذ «copy» للعمل كنسخة احتياطية له مع احتفاظي بالأصل فكان له ذلك، بعد ذلك تفاجأت أيضاً باتصال من اخيه بندر يقول لي إنه سيذهب بنفسه إلى دبي ليسلم المهندس جاسم محمد العمل على أن يتابع معي على الإيميل !!، رغم أن هناك ثلاث أغنيات لم يكتمل صوت الكورال فيها، إلا أنه طلب من جاسم أن يكمل العمل بطريقته وهذا مخالف للاتفاق!! و يؤكد بندر: هنا اتضحت الصورة أن خالد لديه «نية» لا أعلمها، فتركته فترة من الوقت بانتظار أن يقوم بالاتصال بي لننهي ما بيننا من التزام ولكنه لم يفعل، فبادرت بالاتصال بشقيقه بندر أكثر من مرة و بعد عدة اتصالات أجابني وقال : ليس بيننا التزام مادي و أنت من قال إن العمل مع خالد شرف و هذا يكفيك !!. ردة الفعل كانت مثل الصاعقة فكيف يرضى فنان بحجم خالد عبدالرحمن أن يكون هذا التزامه وأين المصداقية في التعامل، و كان لقائي به أثناء تركيب صوته على أوبريت (شكراً يا ملك) بالرياض وطلبت منه مباشرة حقوقي المادية فبدأ يراوغ بكلام غير معقول من ضمنه أني خسرته 47 ألف ريال قيمة العملين اللذين أعاد تنفيذهما رغم إعجابه بهما أول الأمر لكن رغبة شقيقه بندر قلبت الحال، لأتفاجأ أن يقول لي: حدد الرقم الذي تريد وأخبر بندر به !! بعدها اتصلت بشقيقه وطلبت منه خمسين ألف ريال فقط قيمة كل ما فعلته من إشراف و متابعة و مصاريف إقامتي طيلة شهرين بالقاهرة وتنقلاتي ما بين القاهرة و البحرين و دبي وهذا طبعا مبلغ زهيد لايقارن بما قمت به فقال لي : سآخذ رأي خالد و أخبرك!! بعد ذلك تم الاتصال بي و كانت المصيبة الأخرى بأن قال شقيقه: أنت مديون لنا بمبلغ 214 ألف ريال موزعه على النحو التالي : 1- «200 ألف» قيمة العمل الذي غناه خالد للمعجب الذي تكفل بمصاريف إنتاجه. 2- «47 ألف» إعادة تنفيذ أغنيتين . 3- «17 ألف» قيمة مصاريف أثناء تواجدي بالقاهرة !!! مخصوم منها «50 ألف» قيمة إشرافك. هنا أدركت و»الحديث لبندر سعد» أن هناك تلاعبا و خداعا و عدم احترام للاتفاق الذي بيننا، بما أن ليس بيننا عقد مكتوب و موثق و هذه غلطة مني أتحملها، لعله كان يريد مني أن أعمل «ببلاش» ؟. و بعد أن أخبرت الرجل الذي تكفل بالأغنية بما حصل، شكرني و قال : (لعل خالد يمر بضائقة مالية ولو أنه طلب مني المبلغ فإني سأقدمه له كتبرع دون أن يقدم الأغنية)، وعندها سحبت أغنيتي من خالد و تركت له الباقي، فقد صنعت العمل كاملاً و خالد أخذه جاهزاً و هذه «خيانة» لا يرضاها عاقل.