أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية عن البدء في مشروع توسعة منى لاستيعاب المزيد من الحجاح العام المقبل، مؤكدًا أنه لن يتم السماح بأي شغب أو فوضى تعكر صفو الحج . وكشف سموه عن الاستعانة في حج هذا العام بمجموعة من الخبراء الاختصاصيين في جميع المجالات ذات العلاقة لتحديد مواطن الخلل والقصور في الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام لإدراجها ضمن الدراسات الخاصة بمشروع الملك عبدالله لإعمار مكةالمكرمة. ولفت سموه الى تراجع أعداد الحجاج المتسربين إلى المشاعر العام الماضي، مشيرًا إلى أن وجود عقوبات لمن يحجون بلا تصريح أمر ضروري باعتبار ذلك نوعًا من التعدي على حقوق الآخرين. وكشف سموه عن مشروع جديد لتنمية الإنسان في المنطقة وتقييم تجربة السنوات السابقة في المشروع. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذى عقد صباح أمس في مقر إمارة منطقة مكةالمكرمة لدى تدشين الحملة الإعلامية الوطنية لتوعية الحجاج «الحج عبادة وسلوك حضاري»، وبدأ سموه المؤتمر بكلمة قال فيها : باسم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني بل باسم كل مواطن سعودي نرحب بضيوف الرحمن راجين من الله سبحانه وتعالى أن يؤدوا هذه الفريضة فى المشاعر المقدسة وأن يعودوا إلى بلادهم إن شاء الله باليمن والسعادة وأن يجدوا الراحة التى ننشدها لهم فى هذه الرحلة الإيمانية. وأكد أن الإنسان السعودي قيادةً وحكومة وشعبًا يعتز ويفخر بخدمة ضيوف الرحمن فى هذه الأرض المباركة، مشيرًا إلى أن الدولة بكل مؤسساتها وأفرادها حشدت إمكاناتها لاستقبال الضيوف وتقدم كل ما يمكن من خدمة لضمان راحتهم، ونتمنى أن يكون حج هذا العام أفضل من كل الأعوام السابقة وأن تكون الأعوام المقبلة أفضل من حج هذا العام؛ لأن الخطة التى رسمتها حكومة خادم الحرمين ترتكزعلى الارتقاء بمستوى الخدمات ولا أدل من ذلك على المشاريع العظيمة التى دشنها خادم الحرمين الشريفين فى شهر رمضان المبارك والتى أمر بتنفيذها فى الأعوام القادمة ، وجميع المواطنين فى منطقة مكةالمكرمة لن يألوا جهدًا فى خدمة الضيوف. ووجه سموه شكره لجميع الجهات المنظمة وشركة موبايلى للاتصالات على مشاركتها فى هذه الحملة التوعوية راجيًا من الله أن يسدد خطى الجميع. ودعا كل من ينوي الحج هذا العام أن يلتزم بالنظام والشروط وأن لا يعرض نفسه للمساءلة والمحاسبة. وأجاب سموه على أسئلة الإعلاميين وطرح السؤال الأول الزميل علي الزهرانى مدير مكتب صحيفة (المدينة) الذى أكد على نجاحات الحملة في الاعوام السابقة، وأضاف: إننا عندما نقول لا حج إلا بتصريح فإن الذهنية تتجه إلي المكان بكل عناصره الثلاثة: السكن، الغذاء، النقل، ومن هذا المنظور فإن شركات حجاج الداخل أغلقت أبوابها مبكرًا فيما تم ايقاف تصاريح شركات أخرى جديدة منذ أعوام متسائلًا عن الحلول وعن إمكانية دمج كل شركات حجاج الداخل فى شركات كبرى على غرار مؤسسات الطوافة وفي الشق الثاني من السؤال تساءل الزميل الزهراني مستوضحًا عما أنتهت إليه دراسات توسعة منى. وفي رده على السؤالين قال سموه: نعم شركات حجاج الداخل تمثل لنا إحدى المشكلات وإن كان الوضع يتم دراسته ومتابعته باستمرار وفى هذا العام سيكون الأمر أفضل من العام الماضي وبالنسبة لزيادة الطاقة الاستيعابية لمشعر منى، فإن هذا الأمر يدخل ضمن الدراسة التى تقوم بها هيئة تطوير مكةالمكرمة. ونوه الأمير خالد الفيصل إلى أن مشروع الملك عبدالله لإعمار مكةالمكرمة يعنى بإدارة الحشود وتطوير خدمات الطرق وشبكات النقل العام، و»يتضمن زيادة الطاقة الاستيعابية لمشعر منى وربط شبكات الطرق في المشاعر المقدسة بمكةالمكرمة، ومنها إلى الحرم المكي». وفي العام المقبل إن شاء الله سيتم البدء فى تنفيذ مشروع توسعة منى، ودعا سموه جميع من لديهم مقترحات لتطوير الخدمات المقدمة إلى ضيوف الرحمن إلى المسارعة في تقديمها، واعدًا بأخذ كل مقترح يقدم في الاعتبار، والاستفادة منه في دراسات مشروع الملك عبدالله إعمار مكةالمكرمة. واوضح أن الهدف من إجراء هذه الدراسات هو الارتقاء بجميع الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن إلى مستوى عالمي، سواءً في النقل أو السكن أو الطيران، وغيرها من الخدمات، ورفع مستوى جميع الجهات والشركات المعنية بخدمة الحجاج إلى مستوى يليق باحترام الحاج وكرامته. مشروع جديد لتنمية الانسان وكشف الأمير خالد الفيصل عن مشروع جديد لتنمية الإنسان في منطقة مكةالمكرمة يبدأ تنفيذه بداية العام المقبل باعتباره أحد الركيزتين التي بنيت عليهما الخطة الإستراتيجية لتنمية المنطقة وهما «تنمية الإنسان والمكان»، لافتًا إلى أن جميع المشاريع المنفذة في محور «تنمية الإنسان» خلال الأعوام الأربعة الماضية ستخضع للمراجعة والتقويم. وأشاد في الوقت نفسه بالجهود الكبيرة التي تبذل في محور «تنمية المكان»، مشيرًا إلى أنه تم تحقيق جميع البدايات المطلوبة لتنمية المكان في المنطقة، وقال: «لم يقصر خادم الحرمين الشريفين في دعم تنمية المكان، وأمر بتشكل لجنتين وزاريتين برئاسة سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لمعالجة مشكلات تصريف مياه السيول والأمطار في جدة وتطوير المناطق العشوائية، وتشكيل هيئة لتطوير محافظة الطائف، واعتماد مشروع إعمار مكةالمكرمة». تسرب الحجاج خالد الفيصل: نحن قائمون على سلامة الحجاج ولن نسمح بأي عبث أوشغب أو فوضى سواءً فى موسم الحج أوغيره. وتطرق الأمير خالد الفيصل إلى موضوع تسرب الحجاج الذين لا يحملون تصاريح نظامية إلى داخل مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، واصفًا هذا التسرب بأنه «مشكلة حقيقية»، إلا أنه أكد في الوقت نفسه أن عدد حالات تسرب الحجاج النظاميين في العام الماضي كانت أقل من الأعداد المسجلة في الأعوام السابقة. وأعرب عن أمله في أن يتم التحكم بشكل أفضل في هذا العام بإجراءات دخول الحجاج وضبط المخالفين، وصولًا إلى القضاء بالكامل على هذه الظاهرة في الأعوام المقبلة. وأشار إلى تطبيق أنظمة حازمة وإجراءات صارمة لمنع دخول الحجاج الذين لا يحملون تصاريح نظامية إلى المشاعر المقدسة، مؤكدًا في الوقت نفسه ضرورة معاقبة جميع المخالفين سواء للحج من دون تصريح أو غيره من الأنظمة والتعليمات. وأضاف: «بالنسبة للتحديات الأمنية في الحج، فسبق أن سمعنا وسنسمع في هذا العام من سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أن أهم مسؤوليات هذه البلاد هو الحفاظ على راحة الحاج وسكينته وأمنه، وأنها لن تسمح بأي شيء يعكر صفو الحج أو يكدر خواطر الحجاج، ولذلك لن نسمح بأي عبث أو شغب أو فوضى في موسم الحج أو في غيره». تطوير حملة الحج عبادة وحول إدخال تغييرات على حملة «الحج عبادة وسلوك حضاري» والاستفادة فيها من شبكات التواصل الاجتماعي، أوضح أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية أن الحملة لم تشهد أية تغييرات في هذا العام، وإنما أدخلت عليها أعمال تطوير، وقال: «نحاول في كل عام تطوير أعمالنا، ومن ضمنها حملات التوعية». وأفصح الأمير خالد الفيصل عن أن موسم حج هذا العام سيشهد التركيز على دراسة مشاكل الحج التي تحدث من سكان مكةالمكرمة، لمعالجتها في الأعوام المقبلة. وقال: «إن كل ما يتعلق بالحج يخضع للدراسة والبحث، وتعقد من أجله ورش العمل التي تهدف إلى إشراك المسؤولين والمواطنين والاستفادة من آرائهم». وكان الأمير خالد الفيصل أطلق أمس في مقر الإمارة في مكةالمكرمة الحملة الوطنية الإعلامية لتوعية ضيوف الرحمن (الحج عبادة وسلوك حضاري)، بحضور ممثلي 30 جهة تمثل القطاعين الحكومي والخاص، كما أطلق مواقع الحملة على قنوات التواصل الاجتماعي facebook وtwitter وYouTube. وأوضح أن استراتيجية الحملة التوعوية الإعلامية لموسم حج هذا العام تحث على الالتزام بتعليمات وتنظيمات الحج وتحذر المخالفين من العقوبات، انطلاقًا من اهتمام وحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز على العناية التامة بحجاج بيت الله الحرام وفي إطار الاستعدادات المبكرة لتوفير كافة متطلبات وخدمات الحج والحجاج. وأبرز الاهتمام الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني لتطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن ليتمكنوا من أداء مناسكهم بيسر وخشوع، وما تنفقه المملكة من ميزانيات كبيرة لهذا الغرض والاستعدادات التي تتخذها الأجهزة الحكومية والمؤسسات الأهلية ذات العلاقة، مؤكدًا أن (الإنسان السعودي قيادة وحكومًا وشعبًا يعتز ويفتخر بخدمة ضيوف الرحمن). وأبان أن الدولة تعمل في سبيل مزيد من الراحة والطمأنينة والتيسير على ضيوف الرحمن في أداء حجهم ونسكهم وستعمل على مواجهة المخالفات ومنع السلبيات والتجاوزات، خصوصًا الحد من ظاهرة افتراش الطرق والساحات التي يترتب عليها معاناة الحاج النظامي في أداء نسكه، وإعاقة الخطط التي تعدها الأجهزة الحكومية المعنية من أجل توفير الراحة للحجاج والحفاظ على سلامتهم وأمنهم وتأمين انتقالاتهم وإسكانهم على أكمل وجه. ولفت إلى أن حملة الحج (عبادة وسلوك حضاري) تتطلب الأجواء الإيمانية بسكينة وانتظام ومراعاة للآخرين من الحجيج، مبينا أن حملة (الحج عبادة وسلوك حضاري) تأتي تأصيلًا لمفهوم الحج النظامي دون سواه بالحصول على التصريح الرسمي من الأحوال المدنية بالنسبة للمواطن ومن الجوازات للمقيم بنفسه مباشرة أو عبر مؤسسات حجاج الداخل المعتمدة، وحذر من التعاقد مع مؤسسات الحج الوهمية ومن اللجوء إلى وسائط النقل غير النظامية تجنبًا للوقوع تحت طائلة الجزاء للمخالف ومن يعاونه أو يتستر عليه. ويشترك في تنفيذ الحملة التي ترعاها شركة موبايلي وزارات وهيئات وشركات، هي: الحج، الثقافة والإعلام، الشؤون البلدية والقروية، البترول والثروة المعدنية، الصحة، الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، التربية والتعليم، التجارة والصناعة، الأمن العام، الدفاع المدني، الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام، أمناء الأمانات، أعضاء مجلس منطقة مكة، ممثلو شركات الاتصالات، الخطوط الجوية السعودية، هيئة الهلال الأحمر السعودي، رؤساء مؤسسات الطوافة، وشركات حجاج الداخل. وفى نهاية الحفل كرم سمو أميرمنطقة مكةالمكرمة المهندس خالد الكاف الرئيس التنفيذي لشركة اتحاد اتصالات''موبايلي‘‘. الخضيري: الحملة حققت نجاحات لافتة ألقى الدكتور عبدالعزيز الخضيري وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة ورئيس اللجنتين التحضيرية والتنفيذية للحج كلمة قال فيها: إن الحملة التي حققت نجاحات لافتة في الأعوام الثلاث الماضية تهدف إلى تمكين القطاعات الحكومية والأهلية من تقديم أفضل الخدمات لضيوف تحقيقًا لتطلعات وتوجيه ومتابعة حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأشار إلى أنها تتسق مع تفعيل المرتكز الثاني من استراتيجية تنمية منطقة مكةالمكرمة التي تؤكد على التعامل الراقي مع الحاج والمعتمر والارتقاء ببناء إنسان المنطقة ليتحقق على يديه النهوض بمستوى خدمات ضيوف الرحمن ليبلغ وصف (القوي الأمين)، كما تهدف إلى التأكيد على أهمية الالتزام بالأنظمة والتعليمات الخاصة بالحج، وصولًا إلى تحقيق التوازن بين أعداد الحجاج والطاقة الاستيعابية المكانية للمشاعر المقدسة، والقضاء على ظاهرة الافتراش، وتخفيض الضغط على المسجد الحرام وجسر الحمرات. كما ترتكز حملة الحج عبادة وسلوك حضاري في عامها الرابع على إستراتيجية وجوب تأصيل ثقافة البلد الحرام خلال موسمي الحج والعمرة لكل من ضيوف الرحمن ومقدمي الخدمة والمجتمع كافة. وبحسب الخضيري، تشمل الحملة جانبين توعوي وتحذيري، يتمثل الأول في حملات تركز على حفز الحاج والمعتمر حيال مسؤوليته وهو يستعد لأداء الفريضة وحفزه على المبادرة لتغيير سلوكياته، مؤكدة بذلك دوره كإنسان مسلم متحضر إزاء الحجاج وأداء الفريضة، أما المرحلة الثانية فتحمل الجانب التحذيري، على اعتبار أن عدم الالتزام بتعليمات وأنظمة الحج وتأدية الشعيرة بدون بتصريح يعتبر تعديًّا على الحجاج وأهداف الحج. وقال الخضيري: سخرت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كافة إمكانياتها لتطويرالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وبناءً على ذلك يقوم سمو أمير منطقة مكةالمكرمة بتفعيل المرتكزالثاني لإستراتيجية تنمية منطقة مكةالمكرمة ليؤكد على التعامل الراقي والحضاري مع الحاج والمعتمر.