بالرغم من كل ما قدّمه الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإسرائيل، بما فيه إعلان إدارته عن عزمها على استخدام حق النقض «الفيتو» لمعارضة المسعى الفلسطيني للحصول على عضوية فلسطين الكاملة في الأممالمتحدة، إلاّ أن اليهود مازالوا غاضبين على أوباما!! ولم تفلح كل الاعتذارات التي قدّمها الرئيس الأمريكي لهم، والتي اعترف فيها بالخطأ في حق إسرائيل، وأنه صعد على حقل ألغام غير محسوب في الشرق الأوسط. فهم يحملون على أوباما موقفه من مسألة الاستيطان، ومعارضة إدارته على المستوى الرسمي للتوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي المحتلة. ويُشكّل الناخبون اليهود كتلة أساسية ضمن الحزب الديمقراطي، الذي ينتمي إليه الرئيس أوباما، ففي عام 2008 حصل أوباما على تأييد 78% من الناخبين اليهود، وكانت نسبة تأييده بين الجالية اليهودية عند تنصيبه 83%، إلاّ أن هذه النسبة تراجعت حاليًّا إلى 54%، لذا يخشى مساعدو أوباما من احتمال خسارة الأصوات اليهودية في انتخابات 2012 التي تبدو ساخنة بين المرشحين. المخرج المُحتمل لضمان الأصوات اليهودية كشفت عنه صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أخيرًا، فقد كشف جون بايدن نائب الرئيس الأمريكي بأن الرئيس أوباما يُفكِّر جديًّا بالعفو عن الجاسوس الأمريكي «اليهودي» جونثان بولارد المحكوم عليه بالسجن الفعلي مدى الحياة؛ لتسريبه معلومات خطيرة إلى إسرائيل، تسببت في حينه بأزمة بين واشنطن وتل أبيب. وقد رفضت الحكومات الأمريكية المتعاقبة تخفيض العقوبة على بولارد. هذه الهدية، التي أعلن نائبه بايدن رفضه لها، وتفضيله بقاء بولارد «بقية حياته داخل السجن»، ستكون هي الرشوة التي سيقدمها باراك أوباما لإسرائيل واليهود لمباركة احتفاظه بكرسي الرئاسة الأمريكية لفترة ثانية!!