قال الضَمِير المُتَكَلّم : أصدرت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد نهاية الأسبوع الماضي بياناً أوضحت فيه الخطوات والشروط التي من خلالها يستطيع المواطن البَلاغ عن ( الفَسَاد ) ؛ فالهيئة لن تتلقى سوى البلاغات المكتوبة، أو من خلال الحضور شخصياً إلى مقرّ الهيئة في مدينة الرياض ، في حالات البلاغات التي يتعذر على المبلّغ تقديمها مكتوبة، مثل قضايا الرشوة . فقد كشف الأستاذ محمد الشريف رئيس الهيئة عن تسعة شروط يجب أن يشتملها البَلاغ، وهي أن يكون بخطاب موجه لرئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، مع كتابة اسم المبلّغ كاملاً والتوقيع، إضافة إلى تدوين رقم الاتصال والعنوان، ورقم الهوية الوطنية، وأن يكون البلاغ جدياً، وواضحاً في صياغته، ومحدداً في موضوعه، شرط ألا يتضمن شكاوى كيدية قد يتعرض مقدمها للمساءلة. كما أكد على ضرورة ألا يكون صاحب البلاغ سبق أن تقدم بنفس البلاغ للهيئة، مشيراً إلى ضرورة إرفاق الأدلة والقرائن إن وجدت . يا سَادة يا كِرَام لاحظوا سهولة ارتكاب ( الفَسَاد ) وممارسته في العديد من المؤسسات الحكومية ؛ وفي المقابل تمعنوا في كثرة الشروط والتعقيدات والخطوات للبلاغ عن الفَسَاد ومكافحته !! فلو أنّ مواطنا مسكيناً فقيراً في مدينة بعيدة أراد الإبلاغ عن رَشْوَة مَا ؛ فعليه أن يَتَكَبّد عَنَاء ومصاريف السفر حتى يُسَلّم البَلاغ بنفسه إلى مقَرّ الهيئة في الرياض ، ولو شَكّ في ( فَسَادٍ مَا ) ، ولم يَثْبُت لأي سبب ( وإِنْ كان قد وقَع ) ؛ فسوف يُعَاقَب !! وهنا مع التقدير لجهود الهيئة الوطنية لمكافحة الفسَاد وما تقدمه من خطوات ؛ لكن لماذا كل تلك الشروط التعجيزية والتعقيدات التي تجعل المواطن يفَكّر ألف مرة ومرة قبل أن يتجرأ في محاولة كشف فسادٍ ما ؛ لأنه قد يصبح متهماً ؟! ثمّ لماذا العودة لِعَصر الخطابات والفاكسات والمقابلات ؟! وأين استخدام التقنية الحديثة في هذا المجال ؟! ومتى يكون للهيئة فروع في مختلف المناطق والمُدن ؟! وأخيراً هناك الكثير من مظاهر الفساد واضحة ومعلومة للعيان يعرفها حتى الغَلبان ؛ فقط ياهيئة مكافحة الفَسَاد عليكم بالتحقيق ، ومراجعة كشوف حسابات بعض المسئولين قبل وبعد جلوسِهم على كرسي المسئولية ؛ فهل أنتم فَاعِلون ؟! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .