حينما تكون متوجهاً لمكان ما و فجأة تجد نفسك أنك أضعت الطريق ما الذي قد تفعله في تلك الحالة بالطبع سيكون لديك العديد من الخيارات التي تساعدك على حل هذه المشكلة و هي أن تحاول جاهداً أن تتذكر مراراً و تكراراً أوصاف الطريق الذي يجب أن تسلكه وإذا ما كان هناك علامة فارقة تجعلك تعلم بأنك قد وصلت إليه و قد تتصل بصديقك لتسأله عن الطريق الصحيح الذي يؤدي إلى المكان الصحيح أو قد تسأل المساعدة من أحد المارة.لكن هناك خيار لا أعتقد أن أحدهم قد يقوم باختياره آلا وهو الانتظار دون فعل أي شيء حيال الأمر. و كذلك هي الحياة التي نحيا أيامها فإن هناك العقبات و المشكلات التي تواجهنا مختلفة الأنواع في جميع جوانب الحياة الاجتماعية ، العملية و الشخصية فكما لكل شيخ طريقته الخاصة في علاج مرضاه فكذلك الإنسان. لدى كل إنسان طريقته الخاصة في حل تلك العقبات و المشكلات فالبعض يتبع الطرق التقليدية في حل المشكلات بدءاً بالاعتراف ومن ثم المواجهة ومعرفة الأسباب لوجودها ومن ثم البدء بحل مسببات المشكلة كلاً على حده. فالذي يتبع هذا النوع من الحلول هم الأشخاص الذين يؤمنون بأن لكل مشكلة حلا و بأن الحلول موجودة وليس عليهم سوى البحث عنها. وهناك أشخاص آخرون هم عكس الذين سبق ذكرهم فأقصى ما قد يفعلونه عند معرفة وجود المشكلة هو الندب و التذمر و الشكوى لمجرد وجودها فهم بتلك الطريقة يفكرون في ذات المشكلة ولم يفكروا في حل لها أبداً معتقدين بأن لكل مشكلة حلا جاهزاً يتحصَّلون عليه متى ما وجدوا أنفسهم بأنهم في حاجته كما لو أن الحلول ثوب جاهز لارتدائه. وهم بفعلهم ذلك يجهلون حقيقة و جوهر البحث عن حل للمشكلات آلا وهو مدى معرفة الشخص بنفسه و اكتشافه لقدراتها التي تمكنه من إيجاد الحلول و كذلك حقيقة معرفة أن لكل مشكلة حلا مختلفا عن غيره باختلاف المشكلات و كذلك حصيلة التجارب التي سيحصل عليها إبان كل مشكلة و الأهم هي القوة التي سيكون عليها عند تجاوزه لهذه المشكلات منتصراً فيها عليها . فهي من ناحية تقوي صلتك بنفسك و من ناحية أخرى تجعلك راغباً في مواجهة الغد الجديد و التغلب على عقباته. ولافي معتوق العصيمي- مكة المكرمة