شهدت الأوساط التعليمية بالمملكة تنافسًا مثيرًا بين الجامعات والكليات الحكومية والأهلية والتقنية لتطبيق برامج الاعتماد الأكاديمي والمهني وتحسين وتطوير نوعية وبيئة التعليم. من جهته كشف مسؤول بوزارة التعليم العالي عن وجود خطة محددة ومجدولة زمنيًا لدى الجامعات الحكومية والأهلية لتطبيق برامج الاعتماد الأكاديمي لثلاث السنوات القادمة مشيرًا أن البعض منها بدأ فعلًا في تحقيق متطلبات الاعتماد سواء المؤسسي او البرامجي. واوضح أكاديميون أن الاعتماد الأكاديمي يخضع لشروط ومعايير وأسس ودراسات مقننة تشمل جميع أركان العملية التعليمية في التخصصات العلمية واسلوب التدريس والمناهج والفصول الدراسية والمعامل والوسائل التعليمية والمباني والخدمات والتقويم والتحصيل والحقوق والواجبات ونوعية اعضاء هيئة التدريس والطلاب. في البداية اوضح الدكتور عبدالرحمن بن ابراهيم الحبيب وكيل عمادة شؤون الطلاب للخريجين بجامعة الملك عبدالعزيز أن منافسة الجامعات والكليات لبعضها البعض للحصول على الاعتماد الأكاديمي يعتبر بيئة صحية لتطور المنتج الفكري والعلمي واسلوب التدريس ولا بد من تشجيع هذا التوجه ليشمل جميع الكليات والتخصصات العلمية لأن المحصلة تكمن في المخرجات وتقديم مستوى تعليمي ممتاز ينعكس على الخريجين وبطبيعة الحال المستفيد الاول من هذا هو المجتمع. وبين أن الاعتماد الأكاديمي يعد شهادة للخريج بأنه حصل على مستوى وتأهيل علمي يتساوى مع خريجي الجامعات الاخرى الحاصلة على نفس الاعتماد وذلك اذا اخذنا في الاعتبار نفس التوجه والرؤية والرسالة والاهداف في حالة الرغبة في مواصلة الدراسات العليا. واعتبر توجه بعض الجامعات للحصول على الاعتماد الأكاديمي دليل على وجود بيئة تعليمية ممتازة لافتًا الى أن الاعتماد الأكاديمي ليس شهادة او درع توضع في مكتب عميد الكلية «سين او صاد» بل اعتبر الربط بين الحصول على الاعتماد الأكاديمي يمثل شهادة اعتراف للجامعات والكليات بانها تسير في الطريق الصحيح في اعطاء واستكمال الرسالة التعليمية على وجهها المطلوب. وقال ان تنافس الجامعات والكليات في الحصول على شهادة الاعتماد يعد أمرًا ايجابيًا ويعطى دليلًا على انها تسعى إلى الجودة والتميز في مخرجاتها التعليمية. كشف الدكتور منصور بن عبدالله الميمان عميد الكلية التقنية بمحافظة جدة على مشروع تحت الانشاء يتم تنفيذه على مستوى البنية التحتية والمعمارية بالكلية، مشيرا الى أن التوقعات تشير الى الانتهاء من انشائه خلال عام ونصف تقريبا حيث ستنتقل الكلية اليه حال جاهزيته. ونفى د. الميمان خلال حديثه ل (المدينة) اي اشكاليات في نقص الخدمات التي تهم الكلية خصوصا فيما يتعلق بخدمات النظافة والكهرباء والمياه كذلك تأخر صرف مكافآت الطلاب مؤكدا انه لا يوجد اي صعوبات في الالتحاق بالكلية. واوضح د. الميمان أن الكلية التقنية بصدد الحصول على الاعتماد الأكاديمي المهني من منظمة الاستاس الامريكية مشيرا الى أن الهدف من انشاء الكليات التقنية هو تزويد القطاع الحكومي والخاص باحتياجاته من الموارد البشرية المؤهلة في مختلف التخصصات وهذا الهدف يخضع بصفة مستمرة إلى التقييم والمتابعة من قبل المؤسسة وهناك لجان استشارية مشتركة مع رجال الاعمال لوضع الخطط والبرامج الكفيلة لتحقيق هذا الهدف.