شركات الإنتاج الفني في العالم العربي كثيرة، ولكن تبرز شركة «روتانا» كونها تضمّ العدد الأكبر من الفنانين والفنانات العرب، إضافة إلى قدراتها المالية الضخمة ووسائل إعلامها المنوعة. لكن تاريخ اختلاف «روتانا» مع فنانيها طويل ولا ينتهي ويشهد جولات من الكرّ والفرّ، فجأة يغادرها نجوم كانوا أبناءها المخلصين على غرار راشد الفارس، وفجأة يعود البعض منهم إلى أحضانها على غرار نجوى كرم من دون توضيح أو معرفة السبب الحقيقي للعودة. عبادي الجوهر.. خالد عبدالرحمن.. طلال سلامة.. راشد الفارس.. حسين الجسمي.. عبدالهادي حسين.. وغيرهم من فناني الصف الأول، أو كما يحلو للبعض تسميتهم «الدرجة الممتازة»، أصبحوا خارج أسوار شركة روتانا، وربما البعض منهم أصبح قاب قوسين أو أدنى من أن يكون ضمن الفنانين المهاجرين إلى جهة مجهولة. والسؤال الذي يتبادر إلى أذهان المتابعين: ماذا يجري داخل أروقة الشركة التي تعتبر الأقوى في العالم العربي؟ ولماذا تكثر خلافاتها مع نجومها الذين يغادرونها الواحد تلو الآخر؟ وبالعودة إلى الوراء، نلاحظ أن فنانين كثر من الصف الأول غادروا «روتانا» الواحد تلو الآخر، إلا أن مدير الشركة سالم الهندي في تصريح سابق لم يعلق على أهمية الأمر، معتبرًا أن «روتانا» لا تهتز بمجرّد مغادرة بعض الفنانين لها كونها الأهم عربيًا. وفي الوقت الذي تعاني فيه «روتانا» من أزمة مالية خانقة، فإنها أيضًا عانت وتعاني كثيرًا من عقود الفنانين المتعاقدين مع الشركة، والتي لا تقارن مع الدخل الذي تفرضه مبيعات الألبومات، والتي لم تصل حتى لأدنى مستوى التطلعات (كما أفاد مسؤولو التسويق)، ومؤخرًا فسخ الفنان الاماراتي حسين الجسمي عقده مع الشركة، بعد تعاون استمر أكثر من عشر سنوات، لأسباب مجهولة، حيث قام كل من الشركة والجسمي بالاجتماع سويًا في دبي وتناقشوا حول العلاقة بين الطرفين وما شابها من اختلافات بوجهات النظر وحرصهما على استمرار العمل بصورة تسمح لكل طرف بعمل ما في صالحه وتم توقيع فسخ العقد من قبل الطرفين بالتراضي والتفاهم بما يرضي الطرفين. وأظهر هذا الأمر وطريقة فسخ العقد مدى حرص الطرفين على الاستمرار الذي سيستمر عمليًا من خلال الحفلات وتوزيع الألبومات والأمور الفنية الأخرى فقط، التي يمكن أن تُنتج أو تظهر خلال المستقبل، وهو ما كان يدور بينهما حتى أثناء عملية اختلاف وجهات النظر، التي كانت تتسرّب إلى الإعلام بصورة بعيدة عن الواقعية الحقيقية للعلاقة والمصالح المشتركة التي كانت وما زالت تجمع الطرفين، والتي ستستمر دون أي عقود تذكر، سوى عقد الأخوة والمحبة الذي لا يحتاج إلى توقيع أي طرف! فيما قام الفنان راشد الفارس (كما أفادت المصادر) بإنهاء عقده سرًا مع الشركة بعد أن قدّم ثلاث ألبومات كما هو متفق في العقد المبرم بين الطرفين وأنهى العقد دون أي اثارة إعلامية، كما قام الفنان نايف البدر برفض أي عروض قادمة من الشركة، مبديًا تذمره مرارًا وتكرارًا للمقربين منه عن عدم رضاه على المعاملة التي تتعامل بها معه الشركة والتي كثيرًا ما تتجاهله سواء كان ذلك عبر التسويق أم عبر موعد طرح ألبوماته، إلى جانب أن الفنان خالد عبدالرحمن ما زال مترددًا في تجديد عقده من عدمه، والذي صرح سالم الهندي بذلك بقوله: شركة روتانا لا تجامل الفنانين على حساب شركتها، وأكد أن الفنانين المتواجدين الآن في قائمة الشركة هم الأفضل ولن نفرط في أي فنان ناجح وهناك بعض المواقف من الفنانين على الشركة لعدم التجديد معهم، وبالنسبة لتجديد عقود الفنانين قال: هناك فنانون على وشك انتهاء عقودهم مع الشركة ومن ضمنهم الفنان الجماهيري خالد عبدالرحمن وسوف نسعى جاهدين الى تجديد العقد مع أي فنان في حجم جماهيرية الفنان خالد عبدالرحمن وهو مكسب كبير لشركة روتانا. وكشفت مصادر بأن «روتانا» عرضت على خالد عبدالرحمن عقدًا بقيمة ثلاثة ملايين دولار مقابل ثلاثة ألبومات في ثلاث سنوات. في المقابل، تردّد في الفترة الأخيرة إمكانية انضمام أسماء مهمة في عالم الغناء العربي إلى شركة «بلاتينيوم ريكوردز»، بعد انسحابها من «روتانا»، ومن بين هؤلاء: نايف البدر وراشد الفارس، وبلغت المفاوضات بينهم وبين «بلاتينيوم» مرحلة متقدمة، إلا أن الأخيرة ما زالت تدرس بعناية فائقة كيفية الاستفادة من أسماء كبيرة لها وزنها التسويقي والجماهيري، خصوصًا وأن الشركة التي يملكها الفنان راشد الماجد قد وضعوا آلية محددة لعدد الفنانين المتعاقدين مع الشركة دون النظر لحجم الفنان، وهي سياسة تسير عليها شركة الماجد دون مجاملة لأحد مهما كان حجمه.