لعلَّه ممَّا يُميِّز صحيفة « المدينة « عن غيرها أن تغطيتها الصَحفيَّةَ الإنسانية ليست حَصْرِيًة على المُدن دون القُرى فكثيراً ما تجدها حاضرةً لمواكبة الأحداث الواقعة في القرى النائية حين تغيب بقيَّةُ الصُحُف والدليل ما نشرته في 3/10/2011م عن حادث التصادم المرُوِّع بين صهريج و « وانيت « الذي ذهب ضحيته ثلاثة طلاب في عمر الزهور أكبرهم لم يتجاوز 18 ربيعاً جميعهم من طلاب مركز القاحة التابع لمحافظة بدر وذلك أثناء توجههم لمتوسطة وثانوية بئر الغنم ، أسأل الله عزَّ وجلَّ أن يتغمدهم برحمته الواسعة وأن يرزق أهلهم وذويهم الصبر والسلوان ، والحادث ليس الأول من نوعه فقد نشرت « المدينة « في 24/11/1431ه عن حادثٍ شنيعٍ وقع ل « وانيت « يقلُّ أربعَ عشرةَ طالبةٍ من القاحة نتج عنه وفاة طالبة - رحمها الله رحمة واسعة - وإصابة ست طالباتٍ بإصاباتٍ بليغة عقَّبْتُ بعدها بمقال ( طلاب القاحة في خطر فإلام المنتظر ؟! ) منوهاً بأهمية تزويد مدارس القاحة بالنقل المدرسي وحسبت حينها أن الوزارة ستُسارع بتوفير النقل المدرسي لطلاب وطالبات القاحة حماية لهم من الحوادث لا قدَّر الله ولكن هيهات ثمَّ هيهات فقد انتهت السنة وبدأنا سنًة جديدة وطلاب وطالبات القاحة مازالوا مُكْرَهين ينتقلون لمدارسهم ب « الوانيتات « ، ولمعرفتي بمنطقة القاحة وطريقها فقد وجدت أن هناك ثلاث جهات مسؤولة عن أسباب تكرار حوادث طلاب وطالبات القاحة لو قامت مجتمعًة بما يتوجَّب عليها لانتهت بإذن الله تعالى تلك الحوادث ، الجهة الأولى والأهم هي وزارة التربية التي لم توفر النقل المدرسي الذي يغني طلاب وطالبات القاحة عن الاضطرار مُكْرَهين للتكدُّس في « وانيتاتهم « الخاصَّة واستخدامها وسيلة انتقال للمدارس مما يتسبب لهم بالحوادث بين الحين والآخر ، الجهة الثانية هي وزارة النقل التي صممت طريق القاحة ضيِّق المسارين بالكاد يتسع لسيارتين متقابلتين إضافة لكثرة منحنياته الخطيرة وغياب وسائل السلامة الوقائية عنه مع أنه من الطرق الحيوية التي تكتظ بالسيارات لكونه يصل ما بين السريعين ( بدر المدينة ) و ( جدة ينبع ) ، الجهة الثالثة هي إدارة مرور المنطقة التي يجب عليها أن تمنع صهاريج المياه والشاحنات من استخدام طريق القاحة وقت ذهاب الطلاب لمدارسهم وعودتهم منها . عبدالعزيزعبدالله السيَّد الأبواء .