في العدد 17358 بتاريخ 24/11/1431ه، وانطلاقًا من رسالتها الإنسانية نشرت “المدينة” خبرًا عن حادثٍ شنيعٍ وقع لأربعَ عشرةَ طالبةٍ من مركز القاحة التابع لمحافظة بدر، نتج عنه وفاة طالبة -رحمها الله رحمة واسعة- وإصابة ست طالباتٍ بإصاباتٍ بليغة -شفاهن الله- ممّا اضطر مستشفى بدر لتحويلهنّ لمستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة، والخبر يطرح تساؤلاتٍ عِدَّةً، أولها: لماذا يضطر مواطنو مركز القاحة إلى نقل الطلاب في (وانيتاتٍ مُشَرَّعَةٍ) غير مكيفة، ولا آمنة، ولا تخضع لاشتراطات النقل المدرسي الصارمة، وكأنها تنقل بضائعَ، ولا تنقل فلذاتِ أكبادنا التي تمشي على الأرض؟ ولأن (المضطر يركب الصعب) كما يقول المثل اضطر مواطنو القاحة لوسيلة (الوانيتات المُشَرَّعَة) التي انتهت صلاحيتها بنهاية القرن العشرين، ولكن ماذا يفعلون بعد أن غاب المتعهد المُكلَّف بنقل الطالبات، وغابت الرقابة المُكلَّفة بمتابعته، مع أن مواطني القاحة تقدَّمُوا بأكثر من شكوى لمن يهمه الأمر لتدارك الخطر قبل وقوعه، ولكن لا حياة لمن تنادي، وللأسف لو أن مكروهًا وقع لإحدى بنات مشرفي النقل المدرسي -ولا نتمنى لهنّ ذلك- لوجدناه أقام الدنيا ولم يُقْعِدها، ولحَاسب المقصرين حسابًا عسيرًا، ووصفهم بأنهم ليسوا أهلاً للأمانة التي أُلقيت على عاتقهم، التساؤل الثاني: عندما تمَّ التوجيه بمنع نقل الطلاب والطالبات في (الوانيتات) بعد وقوع الحادث المذكور، في المقابل هل تمَّ على الفور تكليف متعهد للنقل المدرسي خاص بمركز القاحة، أم أن المواطنين سيضطرون لنقل أبنائهم بأنفسهم، ويتحمّلون أعباءً فوق أعبائهم؟ التساؤل الثالث: لماذا لم يستطع مستشفى بدر تطبيب الطالبات المصابات، وهو مستشفى يخدم محافظة كبرى يمرُّ بها طريقٌ يسلكه الحجاج والمعتمرون، وآلاف المسافرين، أم أنه اكتفى بالتعامل مع الحادث كما يتعامل معه مركز صحي أولي يعالج الجروح السطحية، وما فاق قدرته يتمُّ تحويله، متناسيًا مستشفى بدر العامل الزمني قبل أن يفارق المريض الحياة، مع الإيمان بأن الأعمار بيد الله. ولكن الاتخاذ بالأسباب لا يتنافي مع التوكل على الله عزَّ وجلَّ. عبدالعزيز عبدالله السيِّد - الأبواء