«المتدينون أكثر سعادة في حياتهم من الآخرين».. هذا ما خلصت إليه دراسة أمريكية؛ حيث وجد العلماء أن القيم الروحية للدين تنعكس على الجانب الاجتماعي للمتدين وهو ما يعزز الإحساس بالسعادة. الدراسة حملت اسم «الدين والروابط الاجتماعية والرضا في الحياة»؛ أجريت على ما يقارب من 5000 من البالغين في الولاياتالمتحدة، من مختلف الأديان، في الفترة من 2006 و 2007، تم فيها استخدام الهاتف في جمع البيانات من أفراد العينة، ولم يُذكر أي مؤشرات بخصوص هامش الخطأ في الدراسة. وأفادت الدراسة بأن «المتدينين في جميع الأديان أكثر سعادة من أقرانهم من غير المتدينين».. يقول الدكتور تشيون ليم، الأستاذ المساعد بقسم علم الاجتماع في جامعة ويسكونسن الأمريكية، وهو أحد العلماء المشاركين في الدراسة «في وقت قصير.. تم ملاحظة أن الأفراد الذين لم يذهبوا إلى الكنيسة في الماضي تحسن شعورهم حول الرضا عن حياتهم عندما بدأوا في الذهاب إلى الكنيسة». وخلص الباحثون إلى أن سعادة المتدينين ليست بالضرورة نابعة من ممارسة شعائرهم الدينية، ولكن لأن الدين يقدم منهجا للتعامل مع البشر ويدعم الفرد في أسلوب حياته. وقالت الدراسة إن «تحليل البيانات أشار إلى أن العلاقات الاجتماعية والهويات الدينية القوية هي المتغيرات الرئيسية التي تتوسط العلاقة الإيجابية بين الشعور بالرضا في الحياة والدين». وذكرت أن «المتدينين يشعرون بالسعادة في حياتهم بسبب ممارستهم الشعائر الدينية بالإضافة إلى قدرتهم على بناء علاقات اجتماعية جيدة مع المحيطين بهم». وأكد دكتور ليم أن «الجانب الاجتماعي من الدين هو أقوى عنصر في الشعور بالسعادة من الجانب الروحاني»، مضيفا «أن الناس لديهم شعور عميق بالانتماء إلى شئ ما «أكبر من أنفسهم»؛ ومثال على ذلك تجربة ممارسة العبادات مع غيرهم من أصدقائهم المقربين يعطيهم شعورا بالسعادة أفضل من ممارستها بمفردهم».. وأضاف «بوجه خاص.. وجدت الدراسة أن الصداقات التي بنيت على أساس الدين هي كلمة السر التي تجعل الناس أكثر سعادة». ووفقا لما أشارت إليه الدراسة، فإن اللقاءات الإيمانية الجماعية تؤثر بشكل أفضل على الفرد من ممارسة التدين بمفرده. وانتهت الدراسة بنصيحة لكل من المتدينين بأن يمارسوا صلواتهم وشعائرهم الدينية مع أقرانهم بشكل جماعي للحصول على شعور أكبر بالسعادة والرضا عن الحياة وذلك أفضل من أداء العبادات بشكل فردي. ولعلنا نحن المسلمين نلمس ذلك بوضوح من خلال الدعوة النبوية بضرورة صلاة الجماعة وأن أجرها سبعة وعشرين ضعفا من صلاة الفرد. كما أظهرت دراسة أعدها مؤتمر الجمعية الملكية الاقتصادية في لندن عام 2008م، وجمع فيها معلومات عن الآلاف من الأوروبيين، وجود مستويات أعلى من الشعور بالسعادة والرضا بين أوساط المتدينين عن أقرانهم من غير المتدنيين. وأشارت الدراسة إلى أن المتدينين هم أقل عرضة للانزعاج من التقلبات الناشئة عن عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي، وكذلك البطالة، والتغيرات الطارئة على الدخل الشخصي. [email protected]