* أسأل نفسي كثيراً عن حكاية الأحلام التي أصبحت ظاهرة منتشرة في كثير من قنوات الإعلام المرئية والمسموعة وبطريقة لافتة، وهي ظاهرة وكأنها تخص السعوديين الذين تجدهم هم أول المبادرين بالاتصالات، وخذ أحلام امرأة تتصل؛ وأظنها تبقى على خط الاتصال مدة غير معلومة، ربما تتجاوز العشر دقائق لكثرة المتصلين، ومن ثم تقول: إنها حلمت بدجاجة تنقر رأسها، وأخرى تأتي بعدها لتقول: إنها حلمت بأن خطيبها يناول أخاها قطعة بسكويت، وأخرى تجدها فرصة ذهبية ومن ثمّّ تقول للمذيعة: الحمد لله أنني استطعت أن أصل لكم بعد عدة محاولات ومكوث في الانتظار لفترة نصف ساعة، ومن ثم تبدأ في رواية الحلم وتقول: إنها حلمت بوالدة خطيبها التي غرست دبوسا مذهبا في شعرها، لتأتي إجابات مفسر الأحلام كما يحلو له، وهي قضيتنا نحن كشعب يُفكِّر كثيراً في الأحلام، ويهتم بها، لماذا لست أدري؟؟؟!!! * فيما يبدو لي أن هناك قضية نفسية تختبئ خلف هذه الظاهرة المثيرة للجدل، خاصة وبالنسبة لي أنا شخصياً أرى فيها العجب، والمصيبة أن معظم الأحلام هي ليست بتلك المخيفة لتدفع بالناس تجاه القلق الذي يوصلهم لملاحقة مفسري الأحلام، هذه الوظيفة التي أصبحت تلاقي رواجاً في عالم الفضاء والصحف أيضاً، واللافت أن بعضهم يضع أمام اسمه مفسر الأحلام الشيخ فلان بن فلان، فهل هذا يعني أننا سنظل نركض خلف الأحلام؛ التي ربما بعضها لا تحتاج إلى تفسير، فماذا يعني أنها حلمت بخطيبها يناول أخاها قطعة بسكويت، ومن ثم تنتظر التفسير الذي يقول لها: إن خطيبها كريم جداً، وإن هذا الحلم هو في ظاهره الكرم، وتكتشف بعدها أن خطيبها هذا أكبر لئيم تعرفه البشرية، وأنها أخطأت في الموافقة عليه ليكون شريك حياتها، وذنبها أنها ركضت خلف الحلم، واتخذت قراراً مبنياً على تفسير واهمٍ!! فهل هذه الظاهرة صحية لدرجة أننا نبني قراراتنا المصيرية على أحلام، هذه هي القضية!!! * (خاتمة الهمزة).. للشاعر أوفيد.. الرجال تقتلهم الكراهية، والنساء يقتلهن الحب.. هذه خاتمتي ودمتم.