أصبحت المرأة في عصرنا الحاضر من ضمن اهتماماتها تفسير الرؤيا أو الأحلام متصدرا القائمة قبل الأكل والشرب والسوق طبعا ويعود ذلك لما تعانيه المرأة من الضغوط المعنوية والنفسية التي تواجهها في حياتها اليومية. وهي بذلك تجعله متنفسا لها ومبررا من وقت إلى آخر والدليل على ذلك قول الدكتور أحمد عكاشة رئيس الجمعية المصرية للأطباء النفسيين (إن الأحلام تمحو أسباب التوتر التي عايشناها طوال اليوم وتقترح لنا حلولا بديلة لمشاكلنا وإحباطاتنا وأحيانا يبدو الحلم وكأنه تعويض عن إحباط معين مما يخلف من التوازن لدى الإنسان نفسيا وذهنيا فهي ظاهره تفيد في الاحتفاظ بالتوازن العقلي والصحة وعلينا ألا نجتهد في البحث عن تفسير لأحلامنا)، واللافت للنظر أن هذه الظاهرة متصدره قنواتنا الفضائية بشكل ملحوظ وملموس حتى إن بعض القنوات خصصت لذلك وسائل إعلامية واتصال أخرى كالنت وأرقام مفسري الأحلام والخطوط المختصة بذلك وأصبح النساء يتهافتن على تلك القنوات بكل اهتمام. ونلاحظ أن أكثر المفسرين يذهب للوتر الحساس الذي تهتم به المرأة (الزواج_الخطوبة) فما إن تقل المرأة حلمها حتى يكون التفسير عريسا قادما وخاطبا منتظرا ودمجا ما بين الحلم والحقيقة حتى يرضي غرورها. ويرى (د. عبد الستار إبراهيم استشاري طب علم النفس ورئيس وحدة الطب النفسي بالمركز الاستشاري بالجامعة الأميركية بالقاهرة) (أن الإحباط الذي تعاني منه المجتمعات العربية هو الذي جعلها تلجأ إلى تصديق الخرافات والخزعبلات وأضاف أن كثيرا من الأمراض النفسية قد تنتج من ذلك وأشار أيضا إلى (أن بعض النساء يبحثن عن الأمان والاطمئنان في أضغاث الأحلام من خلال تفسيرها فهي تحاول دائما البحث عن الحلول السريعة وأشار إلى أن المرأة في احتياج عميق ودائم للأمان). تقول إحدى ربات المنازل لقد كنت أنفق الكثير للاتصال بمفسري الأحلام أكثر مما أصرف على نفسي وأتخبط من حلم إلى آخر، وكان المهم عندي بالدرجة الأولى أن يفسر حلمي، غير مبالية لا بالوقت ولا بالمال إلى جانب الألم النفسي الذي تسببه لي بعض تفسيرات الأحلام التي لا تروق لي.