أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن المملكة تطبق حالياً وبنجاح تام شراكات فاعلة مع المجتمعات المحلية في مختلف القطاعات الاقتصادية وخاصة السياحية، لافتا الانتباه إلى فوز المملكة مؤخرا بجائزة السياحة والمجتمع. وأوضح - في مداخلة له خلال مشاركته في فعاليات مؤتمر العقبة الاقتصادي الثاني المنعقد حالياً في مدينة العقبة جنوب الأردن - أن المملكة تمكنت من الحد من ظاهرة هجرة أهل الريف إلى المدن بإقامة مشروعات سياحية في الريف تسهم في استقرارهم والاعتماد على مشروعات اقتصادية وسياحية مدرة للدخل مؤكدا أن تجربة المملكة في مجال السياحة ودورها في محاربة الفقر والبطالة تجربة رائدة وتعد من أحد أهم المحاور المهمة في دفع عجلة التنمية بمختلف أشكالها. وشدد على أهمية أن تصل المجتمعات العربية بالسياحة إلى الأرياف قبل أن يهجر أهل الأرياف ديارهم تجاه المدن بحثاً عن فرص العمل والعيش الكريم لا سيما في ظل انحصار السياحة في المدن والمناطق المطورة، مؤكداً أن السياحة يجب أن تحترم خصوصية المجتمعات المحلية وتراعي العادات والأعراف والتقاليد في المنطقة. وتابع سموه: «نحن في المملكة العربية السعودية نمر بمرحلة انتقالية كبيرة لتوطين السياحة خلال الثلاث سنوات القادمة، حيث حققنا نقلة ضخمة من خلال تعزيز قدرات المناطق الريفية والتراثية»، ونوّه في هذا الجانب إلى أن صدور أمر ملكي من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله -، يهدف إلى تعزيز البعد الحضاري للمملكة الغني والكبير وغير المعروف في بلادنا في الوقت نفسه». وأضاف: «نسعد بأن لدينا موقع مدائن صالح كأول موقع سجل ضمن قائمة التراث العالمي»، مؤكدًا أن دور السياحة يتمثل في إنتاج فرص العمل للمواطنين، ويعتبر من أهم وأكبر القطاعات الاقتصادي في العالم من ناحية التوظيف والمساهمة في الدخل القومي العالمي». وأكد سموه أهمية السياحة المستدامة الاجتماعية واستقرارها، وإشراك المجتمعات المحلية للفائدة ولانعكاس ذلك على استقرار المستثمر والمجتمع على حد سواء. وقال سموه: «تنبع أهمية السياحة اليوم من كونها مولدة لفرص العمل في المناطق النائية والمجتمعات المحلية واستقرار المواطنين في أماكنهم».