ارجع مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري معتوق عساس مشكلة قبول الطالبات في كليات البنات هذا العام إلى وجود أزمة إدارة وليس أزمة قبول، معترفًا بقصور الجامعة في التعامل مع الطالبات وأولياء أمورهن. وأشار إلى وجود 1500 مقعد لا زالت شاغرة حتى الآن، مرجعًا مشكلة القبول إلى غياب ثقافة القبول وإرغام الأبناء على الالتحاق بتخصصات غير مناسبة لهم. وقال خلال حديثه في اثنينية الدكتور أحمد نافع المورعي مساء أمس الأول أن المشكلة الأخرى التي تواجهها الجامعة هي النظرة الدونية التي ينظر إليها الطلاب وأولياء أمورهم لبرامج الدبلومات التي تتيحها كليات خدمة المجتمع على الرغم من وجود إقبال كبير على هذه الدبلومات في سوق العمل. ودعا إلى تغيير النظرة الدونية لمخرجات هذه الكليات المجتمعية؛ لأن بلادنا في أمس الحاجة لخريجيها في ظل وجود أكثر من 6 مليون وافد يعملون في مختلف المهن وأكثر من نصف مليون شاب عاطل. وأشار إلى أنه إلى مرحلة سابقة قريبة كان لا يوجد بيننا أي أجنبي بل جميع المهن يعمل بها سعوديون، كما كان الشباب السعودي يعمل أثناء دراسته الجامعية ودعا الشباب إلى الملائمة بين العمل والدراسة الجامعية وعدم الركون للبطالة في انتظار وصول الوظيفة، مؤكدًا أنه لا يطالب جميع الطلاب بأن يعملوا سائقي حافلات مثله في بداية حياته الدراسية الجامعية، ولكنه يضرب لهم مثلًا في اقتناص الفرص لا سيما وأن مكةالمكرمة تتوفر بها فرص عملية موسمية تستوعب آلاف العاملين. وأشار إلى التحاق 50 طالبًا و35 طالبة بكلية الدراسات القضائية والأنظمة، وتعيين الدكتور سعود الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام عميدًا لهذه الكلية الوليدة، كما سيتم خلال الأيام المقبلة عمل محاكاة عبارة عن محكمة شرعية بداخل الكلية يتدرب فيها الطلاب على أعمال القضاء بدلًا من الذهاب للمحاكم الشرعية للتدريب فيها وتطرق عساس إلى جهود الجامعة المجتمعية وما تقدمه من عطاءت في المجال الأكاديمي. وفى مداخلة لأمين العاصمة المقدسة أسامة البار أشار إلى ضرورة اهتمام الجامعة بالتقييم العالمي للجامعات واستضافة باحثين وعلماء على قدر كبير من المستوى لفترات محدودة، وهنا أجاب العساس باختلاف مؤشرات المعايير العالمية في تقييم المؤسسات الأكاديمية، ومنها سعة الانتشار ومقدار الخدمات المقدمة ومستوى العاملين فيها، مؤكدًا أن الجامعة تسعى إلى تحسين ترتيبها العالمي وتداخل سليمان الزايدي عضو مجلس الشورى عن قضية قياس القدرات وما يواجهه الطلاب وأولياء أمورهم من مشكلات حقيقية بسبب القياس وما يسمى بالمعادلة المتوازنة. فرد العساس بأن اختبارات القياس قضية أساسية في قياس مستوى تحصيل الطلاب وتحديد اتجاهاتهم وهي تخضع لمراجعات دائمة. وفي ذات التوجه قال عميد كلية اللغة العربية الدكتور صالح الزهراني: إن أكثر من 100 خبير ومختص يقومون على اختبارات القياس، مشيرًا أنها من الناحية الفنية مستوفية لكل المتطلبات ومتوافقة مع الحد الذي نريد قياسه لكن المشكلة في ضعف المخرج التعليمي للتعليم العام ودلل على ذلك بأنه في سباق المارثون أتينا في ذيل القائمة وليس بعدنا إلا الصومال وجيبوتي. وتطرق العساس إلى قضية الاستثمار وقال إن الجامعة لديها مواقعها الحالية القريبة من الحرم المكي ونعمل الآن من خلال وكالة الجامعة للإبداع على تخطيطها وعمل تصاميمها لتنفيذ مشاريع استثمارية فيها تشكل موارد ذاتية ثابتة للجامعة بجوار ميزانيات الدولة، وقال: إن استثمارات جامعة أم القرى إذا ما سارت وفق ما خططنا له ستكون اكبر جامعة في مجال الاستثمارات الذاتية وكانت اثنينية المورعي بدأت بكلمة ترحيبية من الدكتور المورعي شكر فيها عساس على تلبية الدعوة وقبوله الاستضافة. كما حضر الاثنينية زخم من الحضور النخبوي يتقدمهم أمين العاصمة المقدسة، والشيخ محمد الخزيم، والدكتور ناصر الصالح، وعدد من رؤساء المحاكم وكتاب العدل، وأعضاء في الشورى، ومديري الإدارات الحكومية.