حذّر سماحة مفتي عام المملكة ، رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من آفات السّباب واللّعان واستخدام الألفاظ النابية والبذيئة والفاحشة ، والطعن والقدح، وقال: إن المسلم ليس باللّعان ولا السّباب ولا الفاحش ولا البذئ، ولابد أن يربأ بنفسه وبلسانه من استخدام هذه الكلمات وأن يحذر السّباب واللعان في كل الأحوال، ومهما كانت الظروف وأن يمسك لسانه ويتقي الله ويترفع عن هذه الدنايا، وحدد سماحته في خطبة الجمعة أمس بالجامع الكبير بمنطقة قصر الحكم أعظم السباب وقال: أعظم السّباب أن يقدم المرء على سبّ الله ونبيه ودينه فهذا اعظم الذنوب، وأن سبّ الله ورسوله ودينه لا يصدر من قلب فيه إيمان، وقال العلماء: إن سبّ الله ورسوله ردّة عن الإسلام، وقال بعضهم: لا تقبل توبة سابّ الله ورسوله، مضيفا: إن المسلم يحب الله ويحب رسوله ودينه، وحذّر من الوقوع في هذه الذنوب العظيمة، وقال سماحته : إن من أعظم السّباب - أيضا- سبّ المرء لوالديه الأب والأم أو لعنهما سواء كان مباشرة أو كان سببًا في لعنهما من قبل آخرين، كذلك سبّ الدهر والريح والأموات فقد نهي المسلم عن سبّهم، وكذلك نهي عن سبّ أهل الذنوب والمعاصي لأن سبّهم لايحقق شيئًا بل ربما يزيدهم طغيانا ويجعلهم لا يقبلون نصحا، وطالب بالدعوة لهم بدلا من سبّهم ولعنهم . وحذّر سماحة المفتي العام من سبّ اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إنهم خيرة الأمة وصفوة الخلق، وسبّهم انتقاص لشريعة الله، لأنهم أنصار الله ورسوله فمن سبّهم فقد كذّب الله ورسوله وقد أمرنا أن نترضّى عنهم وأن نحبّهم، فمحبة اصحاب رسول الله واجبة والقدح فيهم دليل خبث القلوب، كما أمرنا أن نحب زوجات رسول الله أمهات المؤمنين، وقال سماحته: إن عائشة رضي الله عنها خير نساء النبي وأحبهن إليه ومن سبّها عاصٍ لله والقادح في عرضها قادح في عرض رسول الله، وقد برأها سبحانه وتعالى من فوق سبع سماوات، وحذّر المفتي العام من سبّ ولاة الأمر والعلماء والقادة، مطالبًا بالدعاء لهم ومناصحتهم بالطرق الشرعية مؤكدا أن السّباب والشتائم لا يؤدي الى خير ولا ينتفع به . وطالب المفتي العام بالتأدب بالآداب الشرعية والتفاهم والتعاون بدلا من استخدام العبارات والألفاظ النابية الوقحة، وقال : إن كل فرد لابد أن تحدث له في حياته مشكلات ومتاعب، وعلى المسلم ان يروّض نفسه على الصبر والتحمّل وأن يمسك لسانه، سواء في تعامل الأب مع اولاده او زوجته، وليحذر ان يحل السبّ والشتم واللعن مع الزوجة والاولاد بدلا من الود والاحترام وقال : إن استخدام الألفاظ السيئة يكون من الضعفاء وأهل الحماقة، وغير لائق من المسلم رفع الصوت واستخدام الألفاظ البذيئة مع زوجته واولاده، وكذلك المعلم مع تلاميذه ان يرشد ويوجه ويعلم وينصح لا يكيل الشتائم واللعنات للطالب فيجعله يعرض عنه ويتمادى في خطئه ولا يقبل النصيحة . وقال المفتي العام: إن المحقق في القضايا لا يجوز له استخدام السّب والشتم كوسيلة لاستخراج بعض الامور مع من يحقق معهم بل يكون ذلك بالحوار والنقاش وعدم اهدار كرامة الانسان بالكلام البذيء، وكذلك القاضي عليه ان يسمع طرفي النزاع والخصام وليحذر ان يسبّ طرف او ينحاز الى طرف فليسمع مالدى الطرفين ويحكم بالعدل، ولا يكون هناك سبّ او اهانة شخصية، وقال سماحته : إن في بعض الصحف والمواقع مقالات واطروحات مختلفة ولا نتفق معها فلا يكون الحل وتصحيح الاخطاء بالسب والقذف وتحطيم ذواتهم بل يكون بالحوار والنقاش الهادف والنصيحة والتفاهم للاصلاح ، أما تبادل الاتهامات وإساءة الظن والتدخل في النوايا والضمائر وإساءة الظن بالآخرين فهذا غير مقبول ولا يؤدي للاصلاح علينا ان نعالج القضايا معالجة هادئة بشكل علمي وبالتزام أدب الحوار، وقال سماحته : إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دعوة للحق ووسيلة للحق ولإصلاح الخطأ وارشاد المخطئ للصواب وليس مهمتنا ان نسبّ أو نحطّ قدر المخطئين بل ان ننصح ونوجّه ونحسن ونسعى للخير، كما حذر سماحته من استخدام الألفاظ البذيئة في الضحك وقال: هذا خطأ كبير فالضحك لا يكون باستخدام البذاءات ولا الألفاظ الوقحة ولا بالمزاح السيء.