تحتفل السعودية هذه الأيام بيومها الوطني المجيد، وهي تتباهى بجلباب العزة والشموخ والاستقرار، وطن عربي حباه الله نعمة الخير والسلام لأهله، ولمَن سكن فيه، ولأن السعودية وطن تعشقه الأفئدة المؤمنة من كل حدب وصوب لوجود المقدسات فيه، ولأنها موئل عز وكرامة للإنسان أيًّا كان لونه وعرقه، فيجب على شباب الوطن أن يعوا ذلك جيدًا؛ وأن يدركوا أن وطنهم أهل للتقدم والازدهار، وثقافة التعامل مع الآخرين، ولاسيما في يوم الاحتفال باليوم الوطني. فحب الوطن لا يعني استغلال الفرح للتنفيس عن صنوف من الأذى في الشوارع، والأماكن العامة، والمتنزهات بحجة الفرحة بيوم الوطن، لأن حب الوطن ثقافة في كل الأمور، والتصرفات، والمسلكيات؛ حب الوطن يُعلِّم التواضع والتعامل الأمثل مع مقدرات الحياة المدنية، ويُعلِّم الحفاظ على ما قدمته الدولة من مشاريع تنموية وحضارية، والوطنية الحقّة هي الإنتاج والفرحة بالإنجاز في يوم خلده التأريخ ذكرى عطرة لمؤسس عظيم اسمه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله تعالى-. لنفرح بالوطن في منجزاته، ولا نُعكِّر صفو الأفراح بتصرفات طائشة لا تمت للوطنية بِصِلِةٍ؛ لنكن رجالاً على قدر ثقة أسرنا، ووطنَّا فينا، ولنحمل راية السلام والحب للعالمين، لنكون فعلاً شموعًا تضيء طريق الخير والأمجاد لكافة أمم المعمورة. للوطن منّا كل الحب والتضحيات، وللوطن منّا أعمال تليق بيوم فرحته التأريخية العظمى التي صنعها رجال التأريخ. دام للوطن عزه وفخاره بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الأمير نايف بن عبدالعزيز -رعاهم الله-، ودام للسعودية مجدها الذي يرتقي بالعلم والتطوير وعمارة الكون، فضلاً ونورًا.