العبادُ هم شهودُ الله في الأرض. ولا يعلو على الحق شيء، والحقُّ أحقُّ أن يُتّبع، وليسمح لي القارئ أن يكون صادقًا وشاهدًا أمام الله لإحقاق الحق، فهذه الدولة العظيمة المملكة العربية السعودية، وطن الحب والعطاء تستحق منا جميعًا أن نحتفل على أرضها كل لحظة بهذا اليوم الوطني المجيد، ومن هذا المنطلق فإن احتفال المملكة الحبيبة باليوم الوطني، وطن الشموخ، لهو يوم سعيد، يتجدد عبر الزمن في تاريخ ومسيرة هذا الوطن الذي نعتز بالانتماء إليه، هذا الوطن العظيم الذي وطّد دعائمه، وأقام بنيانه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- على نهج الإسلام القويم، والعقيدة الإسلامية الراسخة، حيث تحوّلت البلاد من حالة الفقر والمرض والجهل إلى عالم الغنى والصحة والعلم، وإلى وطن موحد يعيش فيه الجميع، وينعم تحت ظلاله الوارفة في أمن وأمان، وفق بناء اجتماعي واقتصادي مُتقدِّم، ومجتمع متماسك ومتجانس، حيث تنعم الأسر بالاستقرار وسط عالم متقلّب، تعصف به الأمواج يمنةً ويسرةً، عالم تطحنه الحروب والأزمات. لقد أسس الملك عبدالعزيز وحدة سياسية واقتصادية واجتماعية فريدة في هذا العصر الحديث، ننعم فيها بالطمأنينة، وحدة قامت لتضع حدًّا للشتات، وظلام غاب فجره، وجهل لا حدود له. المعروف من طبيعة الأحداث ظهور التحوّلات في مسار التاريخ الإنساني عبر السنين، ولهذا فإن اليوم الوطني هو أحد تلك الأحداث، وهو ذكرى مع توهجه المتواصل ينير الطريق في لجج الظلمات، ويمنح الضوء لهذا الجيل والأجيال القادمة، وإذا استرجعنا مسيرة حياة هذا الوطن في الأزمنة الغائرة، ربما يعترينا الذهول لهذا التطور الكبير، وأصبحت بلادنا تنافس في جميع المجالات، حيث انتقلنا من قانون الغاب إلى سعة العدالة، التي نجني ثمارها من عقيدتنا السمحة، وثوابت الإيمان التي تملأ قلوبنا، ومن عصر الخرافات والأوهام إلى عالم الحقيقة، ومن الجوانح السالبة إلى رسوخ العقل والتعقّل. وكل هذا ونحن ننعم، ونستظل بظل هذا الوطن وموروثاته، وإيمانه بالله، وقدوته النبي العظيم صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين. إن تاريخ المؤسس القائد، وتلك البطولة التي حققها بتوحيد هذه البلاد بصدق النية والتوجه والثبات، فتحقق ما تحقق، وإرساءه لحكم الشريعة في بلد عقيدته الإسلام، وخدمة الحرمين الشريفين قبلة الأمة الإسلامية، ليُعلن عن مولد أمة جديدة أصبحت لها كلمتها واحترامها، ومهّد لهذه التنمية الشاملة التي قام بها أبناؤه من بعده، حيث قادوا البلد إلى رحاب أوسع في مسرح العمل والبناء والنهضة الشاملة، وبلوروا أهداف العمل التنموي، ويعنُّ لي أن أضيف أن هذه المناسبة العزيزة على نفس كل مواطن مخلص في هذا البلد يشعر فيها ويتحسس استشراف المستقبل الذي تبنيه السواعد القوية والفهم والإدراك العظيم والتفاني والإخلاص لتحمل الإضاءات للسير في دروب العطاء والنماء والتقدم. إن ذلك الإنجاز أكبر من أن يستعرض في سطور، أو يُحاط به في مقال مهما كان بليغًا، والواقع يشهد بذلك، فللتأسيس ذكرى، وللتوحيد ذكريات، وللبناء مسيرة وبرامج وقيادات، كما أن للحاضر زخمًا وعبقًا وإنجازات، وللمستقبل آمال وتطلعات. كل هذا إذا صهر في بوتقة واحدة تجلى سبب الاهتمام باليوم الوطني، وتجديد تأمله، وإحياء ذكراه كل عام. وبهذه المناسبة التي يفتخر بها كل مواطن عندما تحل، ويبتهج عندما تحين، أتوجه بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام والدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله، وأدام عليه لباس الصحة والعافية-، ولسمو سيدي ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، ولسمو سيدي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، وإلى جميع أفراد الشعب السعودي النبيل. وختامًا: أسال الله العلي القدير بأسمائه وصفاته أن يديم عز دولة المملكة العربية السعودية إلى أن تقوم الساعة.. آمين. * المدير التنفيذي للتشغيل بالشؤون الصحية بالحرس الوطني بالقطاع الغربي