هزت الانفجارات العاصمة اليمنية صنعاء واستؤنفت امس الاشتباكت بين قوات يمنية وجنود يدعمون حركة احتجاج حاشدة مع نفاد الوقت أمام التوصل الى حل دبلوماسي يحول دون انجراف البلاد الى حرب أهلية، فيما قتل اربعة مدنيين بينهم امرأتان برصاص قناصة وقصف مدفعي حيث اتسعت رقعة المواجهات لتشمل ليس فقط وحدات عسكرية متنافسة، بل ايضا مسلحين من قبائل تؤيد واخرى تعارض الرئيس علي عبدالله صالح. وبذلك، يرتفع عدد القتلى منذ عودة العنف الى صنعاء الاحد الماضي الى 89 قتيلا مع انهيار وقف إطلاق النار الذي اعلن الثلاثاء ومغادرة الوسيط في الازمة امين عام مجلس التعاون الخليجي العاصمة اليمنية. وللمرة الرابعة على التوالي، لزم سكان صنعاء منازلهم تخوفا من انفجار الاوضاع كما توقفت حركة السير امس في العاصمة واغلقت معظم المحلات التجارية ابوابها. وقال وليد صاحب محل: «لم تغمص عيني طوال الليل. كانت الانفجارات مخيفة وخصوصا عند الفجر». وقال شهود ومصادر طبية ان امرأتين قتلتا برصاص قناصة استهدفوا ساحة التغيير، حيث يتمركز معارضون يطالبون برحيل صالح، كما قتل رجلان في قصف طاول المنطقة اسفر كذلك عن اصابة تسعة اشخاص بجروح. يذكر ان موجة العنف الجديدة اندلعت الاحد الماضي عندما اطلقت قوات موالية للرئيس النار على متظاهرين قرروا مغادرة ساحة التغيير والسير باتجاه وسط العاصمة ما ادى الى مقتل 27 شخصا. وتدور الاشتباكات بين وحدات الحرس الجمهوري الذي يقوده ابن الرئيس احمد من جهة، وتلك التي يقودها الاحمر الذي انضم الى الاحتجاجات في مارس الماضي وتتولى فرقته حماية ساحة التغيير. واتسعت المواجهات امس الى احياء اخرى في محاولة على ما يبدو من الحرس الجمهوري لتطويق قوات الاحمر من الشمال والغرب. وبات شارع الزبيري خط التماس الجديد الفاصل بين شمال صنعاء الخاضع لسيطرة القوات الموالية للواء المنشق علي الاحمر وجنوبها الواقع تحت سيطرة الموالين لصالح. وفي الوقت ذاته، اندلعت اشتباكات بين مسلحين تابعين للزعيم القبلي صادق الاحمر المؤيد لحركة الاحتجاجات، وانصار زعيم قبلي اخر موال للرئيس هو صغير بن عزيز، بحسب الشهود. وتدور المواجهات بالاسلحة الخفيفة والمتوسطة في حي الحصبة في شمال العاصمة، وفقا للمصادر. يذكر ان الحي المذكور كان مسرحا لاشتباكات متقطعة بين الشيخ الاحمر، زعيم تكتل حاشد القبائلي البالغ النفوذ، والقوات الحكومة في مايو الماضي. وكان الوسيط الخليجي عبداللطيف الزياني اعلن اثناء مغادرته اليمن ان الخصوم السياسيين ليسوا مستعدين بعد للتوصل الى اتفاق. واضاف «حينما تحين الظروف المناسبة ستكون كافة الاطراف مستعدة عندئذ لبذل الجهود المطلوبة للتغلب على التوتر وتحقيق الامن والاستقرار في اليمن».