بكل أمانة وصدق أحيي معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة الذي كسب الرهان وحقق لقنوات التلفزيون السعودي ما لم يحققه غيره. أذكر أن معاليه راهن منذ فترة على القنوات السعودية، وقال إنها ستكون القنوات المفضلة للعائلة السعودية، وبصراحة شديدة كنت أنا من أوائل غير المتفائلين بهذا الرهان، فالقنوات السعودية بقيت منذ سنوات طويلة في مكانها دون أي تطور أو تحديث، والجميع يعرف اسم الشهرة للقناتين الأولى والثانية وهو «غصب واحد وغصب اثنين»، وهذا الاسم ظل عالقاً يردده الكثير. ولكن منذ مجئ معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة، وجد التلفزيون السعودي اهتمامًا خاصاً من معاليه الذي لم يكتفِ بتطوير القناتين الأولى والثانية، بل زاد عليهما منظومة مميزة من القنوات، فأصبحت القنوات السعودية شبكة إعلامية لها حضورها الفاعل ولها جمهورها ومتابعوها، ولقد تابعت القناتين الأولى والثانية في شهر رمضان المبارك فكانتا مميزتين ببرامجهما وحتى إلى ما بعد رمضان، وقناة «أجيال» أصبحت تسير بخطوات هادئة إلى الأمام وأنا أتوقع لها إقبالاً كبيراً من الأطفال خلال المرحلة المقبلة، والقناة الاقتصادية إضافة مميزة لمنظومة قنوات التلفزيون السعودي، وقناتا القرآن الكريم والسنّة النبوية لا تحتاجان إلى تعليق فهما مكسب كبير لأي إعلام هادف نقي، وأما القنوات الرياضية فأصبحت هي أيضاً منظومة إعلامية رياضية وما الأمر الملكي الأخير بإضافة قنوات رياضية جديدة إلا تأكيد على تميّز هذه القنوات التي تحظى باهتمام كبير من المشرف عليها صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان نائب وزير الثقافة والإعلام والذي استطاع أن يحقق نقلات نوعية رائعة لهذه القنوات. أكرر مرة أخرى بكل أمانة وصدق أنني استطيع التأكيد على أن رهان الدكتور خوجة نجح- حتى الآن- عندما قال من قبل أنه يسعى لأن تكون قنوات التلفزيون السعودي هي المفضّلة لدى العوائل والمشاهدين السعوديين، وأنا أقول أن ذلك نجح فعلاً، وليس شرطًا أن يكون 100%، ولكن على الأقل أن كثيرا من المشاهدين الذين ابتعدوا عن قنوات التلفزيون السعودي منذ سنوات عادوا إليها- وأنا منهم-.، والمنصف سيدرك أن هناك تغييرات جادة وإصرارا على أن تواكب القنوات السعودية غيرها من القنوات الفضائية العربية.. وأستطيع أن أجزم بأن الدكتور خوجة سيكون هو الفارس الذي ألغى تماماً المقولة الشهيرة «غصب واحد وغصب اثنين» والتي كان يرددها الجميع. * * * أشكر سعادة الدكتور ناصر بن صالح الحجيلان وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية على تعقيبه الذي نشر في عدد الأسبوع الماضي حول ما سبق وكتبته هنا تحت عنوان «بدأ إنشاء المراكز الثقافية.. ولكن هل هذه التعيينات صدفة؟!». وقد جاء تعقيب الدكتور ناصر في منتهى الوضوح والذوق وهذا غير مستغرب من شخصية مثقفة مثل الدكتور ناصر والذي أكرر ودون أي مجاملات أن ما يقوم به الدكتور ناصر الحجيلان من عمل لا يأتي إلا من إنسان كفء مخلص يقدّر قيمة العمل الثقافي وأهدافه. وأعود إلى ما سبق وأن كتبته، وأولاً أهنئ الوزارة وأهنئ أنفسنا على البدء في عملية إنشاء مراكز ثقافية في بعض مدن مملكتنا، وإن كنت أتمنى وآمل من هذه المراكز أن تكون اسماً على مسمى وأن تضم إدارات فروع جمعية الفنون والأندية الأدبية مع باقي الجهات الثقافية الأخرى من مكتبات وغيرها، لتكون جميعها في مبنى واحد وتحت إشراف ومرجعية إدارة واحدة، هذا بالإضافة إلى أن مبنى مثل هذا سيكون واجهة ثقافية حقيقية للمدينة. وأما بخصوص اختيار روائيين لإدارة بعض فروع جمعية الفنون، فقد كتبت ذلك من باب الطرافة والمصادفة، وتعيين أربعة روائيين في الجمعية إن لم يكن صدفة فسوف أعتبره صدفة جيدة قد تؤتي ثمارها من حيث لا ندري. والآن أعلن تأييدي لتعيين روائيين لفروع الجمعية فلعلهم يسهمون بخيالهم الأدبي الفكري الجميل وبأسلوبهم القصصي الرائع، أن يحولوا هذه الفروع إلى أمكان زاخرة بالفنون والعطاء الفني. إحساس صابرين ويقولوا الصبر جميل صابرين وطريق الصبر طويل شايلين في قلوبنا الجرح ناسيين الهنا والفرح