استهدف الوالد الحبيب خادم الحرمين الشريفين أبومتعب في خططه ورؤاه نماء الوطن ومواطنيه بالدرجة الأولى، فجاءت مشاريع التنمية تترى، والقرارات الحكيمة تتوالى في إصرار كبير على تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية، وحضورها الثقيل عالميًّا، وقياديتها في قضايا الأمة الإسلامية، ودورها المؤثر في المشهد العربي، متخطية المؤامرات، ساحقة العقبات التي يحاول البعض رميها في الطريق السعودي السامي، وفي نظرته الراعية الواعية لمواطنيه أصدر والدنا الحبيب حزمة كريمة من القرارات التي ترعى مصالح المواطن، وتركز على الهم الداخلي، وتوليه أولوية في التناول، وعمق في المعالجة، فبعد سنين طوال قضتها جدة، وبنيتها تتآكل في إهمال سحيق دقت ساعة الحسم والفرج، وأمر -أدام الله عزه- بالحلول الجذرية، ومحاسبة كائنًا مَن يكن، التفت -رعاه الله- لحمَلة الملف العلاقي الذين يبست عروقهم على أرصفة الانتظار، ومحاربة توطين الوظائف، والتآمر عليها بحجج أقبح منها، فأمر باستحداث الوظائف، وصرف إعانة للعاطلين، وفتح أبواب الجامعات لاستقبال أعداد أكبر من الطلاب، ووسّع نطاق الابتعاث الداخلي والخارجي، وأمر بإنجاز أكبر مدينة جامعية في العالم خلال سنين فكانت، هذه القرارات الخضر التي نشرت الربيع في النفوس، وأراحت الكواهل، وأضاءت الأمل في عيون شباب الوطن خير ما نحتفل به في ذكرى يومنا الوطني الأغر، فالإحسان لا يجازى إلاّ بالإحسان، وحفاظًا على ما أنجزه المؤسس -رحمه الله- وما حققه أبناؤه من بعده، ليكن يوم الوطن وذكراه مناسبة لمراجعة النفس، وتقويم الأداء، وتعزيز الانتماء للمعادلة الوطنية الكبرى، حيث لا تصلح العلاقة إلاّ بصلاح أطرافها كافة، صلاح الوطن يجب أن يشمل صلاح الحكومة والمواطنين، فليصلح كل منا نفسه، وليصحح ما حوله، ولا يستهين بدقائق الإهمال، وثواني التسيب، وسطوة المنصب، وحمية القرابة، فكلها سوس يستهدف أسس الوطن وبنيته ووحدته، فلينتعش الوطن في يومه صلاحًا ونماءً، وليليق الوطن بمكوناته، وينمو بتضافر جهود عناصره، ويوم مجيد لوطننا العظيم، وعمر مديد لوالدنا الحبيب أبي متعب، ونمو مطّرد للشعب السعودي الوفي الأبي.