وجوه الحياة، وسطوة الزمن، وقوة الحكايات، في ملحمة مدهشة تتداخل فيها خلجات قلب الإنسان. تبدأ بسيرة ذاتية تقتفي أبًا وأمًا وجدًا وابنًا. على شكل ظاهري، وفي قالب أدبي تقليدي عنوانه: رواية الأجيال، التي تربط الحفيد بجده، وتربط بين الطرفين بأب. وكيف تكتب سيرة القرن العشرين في رواية، وكيف يأخذ القرن سيرة إنسان متعدد الصفات، وكيف يبدو الشر «روحًا خالدة»، وهل الحكايات تخفف الأحزان؟. أسئلة واسعة الأصداء صدرت عن مشروع «كلمة» في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث لرواية (جهات الغرب) للمؤلف «ميشائيل كولماير»، وقام بترجمتها إلى اللغة العربية كاميران حوج. وتضم جهات الغرب (16) فصلًا ضمن (4) أقسام يحمل القسم الأول منها: عنوان (لانس)، والثاني (أوروبا)، والثالث (أمريكا السوداء كالحبر)، أما الرابع فأتي بعنوان: (لماذا تركتني). وقد أعطى المؤلف لروايته المعاصرة بعدًا جديدًا، وأضاف إلى (جهات الغرب) العالمية مساهمة نوعية. حيث يصوّر بحنكة سردية عالية مدى اعتماد البشر على بعضهم وتشابك أحداث العالم بعيدا عن التقلبات السياسية والتاريخية، لماذا يتصارعون ثم لا يجدون خلاصًا إلا في السلم؟، إنها بانوراما مؤثرة تضع أمام أنظارنا أعظم الخطايا التاريخية وردود الفعل الذاتية عليها. ولد المؤلف «ميشائيل كولماير» في عام (1949م) في بلدة هارد في النمسا على ضفاف بحيرة بودنزه، درس الآداب الألمانية والعلوم السياسية في جامعة ماربورغ في ألمانيا والفلسفة والرياضيات في جامعة غيسن. نال العديد من الجوائز من أهمها: جائزة راوريزر للأدب. يعيش المؤلف متفرغا للكتابة، مما قد نُشر له: «غرفتك لي» (1997م)، و»النظرة الحزينة إلى الأفق» (1999م)، ورواية «من الجمعة إلى الاثنين»، ورواية «هاتف الواحدة ليلًا» (2004م). ومترجم الرواية كاميران حوج، يقيم منذ (1996م) في ألمانيا، درس الآداب الألمانية، من ترجماته لغونتر غراس: في «خطر السرطان» (2006م)، دانيال كيلمان: في «مسح العالم» (2009م)، وكريستا فولف: في «جسد» (2009م).