تُشكل الكروش أزمة «أزلية» لأصحابها، تُظهرهم بشكل غير متناسق يغطونه بقولهم: إنه كرش الوجاهة! لكنهم يعرفون، قبل غيرهم، أن «تدليل» كروشهم هو مجرد طريقة للخروج من الإحراج الذي يشعر به أكثرهم أمام خروج كروشهم عن الحجم المعقول. يبقى القول بأن مثل هذه الكروش رغم تأثيرها على أصحابها نفسيًا أو صحيًا.. خاصة أولئك الذين يحملون كروشًا فائقة الحجم ينوء بها حتى «أولي العصبة»، فإن ما هو أخطر وأقبح هي تلك الكروش التي تربت في الحرام. فهي كروش لا تشبع ولا تهتم بتناسق شكلها أمام الناس، فقد بلغ بعض هؤلاء من القبح والبشاعة.. و»قوة العين» إلى درجة الجهر بالمعصية. ولعل ما جاء في تقرير ديوان المراقبة -بعد فحص وتقييم أداء إحدى الجهات الخدمية الرسمية- من هدر لأموال تلك الجهة بشكل معيب هو إشارة لمثل هذا النوع من الكروش التي لا تشبع. ولا أنسى شريط يو تيوب سمعت فيه تصريحًا قبيحًا لأحد هؤلاء لم يخش فيه الناس ولا الله عندما خاطب بكل وقاحة مذيعًا كان يسأل عن الرشاوى والأموال الهائلة التي أُهدرت قائلًا: من تكون أنت لتسألني؟! إنها الصلافة وعدم الخشية حتى من الله تعالى. يقول صلى الله عليه وسلم: «كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملًا، ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه». رواه البخاري ومسلم. وصدق من قال: (إذا بُليتم فاستتروا)؟!.