كشف عدد من المفكرين والخبراء عن مرحلة جديدة يعيشها العالم الان من جراء أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وعلي عكس ما كان متوقعاً من التصعيد بين العالم الغربي والعالم الإسلامي فان هناك إعادة نظر واضحة فى العلاقة بين الطرفين فالعالم الغربي يعيد النظر في تعامله مع المسلمين والمسلمون يعيدون النظر في التعامل مع الإسلام. ويؤكد الدكتور ضياء رشوان الخبير بمركز دراسات الأهرام ان هناك إعادة نظر واضحة من الطرفين فالغرب بدأ التراجع نسبياً عن تبني مايشبه المؤامرة ضد الاسلام التى استغل فيها احداث الحادي عشر من سبتمبر والصق تهمة الإرهاب بالإسلام. وكانها قضية المسلمين الاولي وساعد علي ذلك تنامي اليمين المسيحي المتشدد في حينها في الولاياتالمتحدة حتي توقع البعض ان تقوم حربا عالمية ثالثة علي اساس ديني واشتد الموقف المغالي ضد الاسلام في اوروبا وظهرت الرسوم المسيئة والحملات المغرضة لاتهام المسلمين وكأنهم جميعاً ارهابيون وتبني كثير من الغربيون نظرية العدو البديل ومزيد من التخويف من الاسلام ومع ترجع اليمين المسيحي وانحسار الفكر الارهابي في العالم الإسلامي وتراجع كير من جماعات العنف وتنامي الفكر الإسلامي الصحيح في الدول الاسلامية كل ذلك ادي الي التخفيف من وتيرة معاداة الاسلام وبدأت مرحلة جديدة من المراجعة الغربية خاصة مع وصول الرئيس باراك اوباما للحكم في الولاياتالمتحدة وطرح عدة مبادرات عربية وإسلامية للحوار بين العالمين الغربي وااسلامي وظهور إصلاحات في كثير من الدول الاسلامية تؤكد رفض الارهاب وانه ليس من الاسلام وان الاسلام دين عدل وسلام. كان من شأن ذلك كله تراجع الهجمات الغربية والصهيونية والمنظمة ضد العالم الاسلامي وتنامي الدعوات للحوارباعتبار ان مصالح العالم مشتركة ومن ثم تبني عدد من المفكرين الغربيين رؤية مغايرة تؤكد ان الإسلام ليس دين عنف وان العنف منبوذ في الاسلام ولعل الجاليات المسلمة في الغرب وأوروبا أسهمت بقدر كبير في تحسين الصورة والرد علي افتراءات المتعصبين الغربيين ويضيف رشوان:على الجانب الآخر فإن الداخل الإسلامي أدرك خطورة العنف سواء علي مستوي الداخل او الخارج ولفظ المسلمون العنف والإرهاب وعلت الصيحات التي تنادي بوسطية الإسلام وتدعو لمواجهة العنف ونتج عن ذلك تراجع جماعات العنف وانحسارها وعدم إقبال الشباب عليها في ظل ظهور مدارس فكرية وسطية مال إليها الشباب مدركين خطا نظرية العنف ويخلص إلى أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر ستظل حدا وخطا فاصلا بين مرحلتين حيث تعتبر بداية لنهاية فكر العنف كوسيلة للتغيير في العالم والإسلامي وفاصلة ايضا في بدء توجيه نظرة جديدة في الغرب للإسلام. ويري الدكتور سيف الدين عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ان ذكري الحادي عشر من سبتمبر وبعد مرور عشر سنوات عليها تمثل مرحلة سياسية بعينها وتؤكد علي التورط الإسلامي فى التبعية العمياء للغرب وقهر من تبنوا النظرة الإسلامية الامر الذي خلق اجواء العنف والارهاب حيث ظن بعض الشباب والجماعات انه يمكن التغيير بالقوة خاصة بعد تحرير افغانستان من الحكم الشيوعي وظهور تنظيم القاعدة الا ان تصاعد وتيرة الأحداث سواء في فلسطين او العراق والتمييز بين العنف ضد الغاصب والعنف ضد الابرياء خلق حالة من الشفافية والوضوح في ادانة العنف ورفضه كلية ولم يعد لجماعات العنف عمقاً في الشارع وتراجعت بعض الجماعات عن فكر العنف كل ذلك فتح الساحة امام طرح مبادرات الحوار وتأكيد رفض العالم الاسلامي لفكر التطرف وساعد علي ذلك ظهور دول إسلامية طرحت الاسلام كمشروع حضاري مثل تركيا وتنامت الحركات الاصلاحية التي تبنت فكر الوسطية والاعتدال وكان لذلك تاثيره المباشر خاصة انه لفت نظر الغربيين العدول الي الاسلام الصحيح وظهرت بعض السوءات في الفكر الغربي الرأسمالي مع بروز الازمة الاقتصادية العالمية ومن ثم حدث تحول حقيقي اهم ملامحه سقوط اليمين المسيحي المتشدد وظهور دعوات عالمية عدة للانفتاح وعدم اعتبار الحضارة الغربية بديل اوحد لاسيما مع ظهور الصين كقوة عظمي ومع التأثير الواضح للنفط علي مستقبل العالم وادركت جميع الاطراف انها قد تذهب الي مستنقع لا خروج منه اذا ما طرح نفس المفهوم المغالي الذي نتجت عنه الحروب الصليبية في العصور الوسطي خاصة ان الغرب نفسه ادرك حجم العودة الحقيقية للاسلام في الدول الاسلامية وانها لن تتخلي عن الاسلام وتلوذ بالفكر الغربي الذي ثبت قصوره ومن ثم نحن امام مرحلة جديدة من التوائم بين العالمين الغربي والاسلام يمكن ان نقول انها تجاوزت الفكر المنغلق الذي نتجت عنه احداث الحادي عشر من سبتمبر وردة الفعل المنغلقة من الغرب تجاه العنف الي مرحلة جديدة من التفاعل الحضاري بين العالمين الغربي والاسلامي ولكن من دون تبعية.