ماذا ينقص الرياض لتسيح، ويسيح السائحون في شوارعها بكاميراتهم لتصوير مفاتنها، وجمالها (المفتري)؟! لا شيء سوى المياه، فلا بحر، ولا نهر يلطّف حرارة الشمس التي (تتوصّى) خيرًا بأهل الوسطى؛ فتشعل الشوارع بالسموم قبل أن يستيقظوا ترحيبًا بخروجهم من صياصيهم! إلاَّ أن هذا الجفاف القاسي سينهار قريبًا، فيبدو أن سكان العاصمة سيجنون ثمار ترشيد استهلاك المياه الإجباري، بخفض اندفاع المياه في صنابير المنازل، وحبسها في الأنابيب الرئيسة التي لا تملك نفسها حيال الضغط العالي؛ فتنتشي (مفضفضة) للشوارع، وكأنها تفتح علبة العفريت في مفاجآت يشهدها السكان عشوائيًّا، ويبدو أن وزارة الزراعة والمياه (غارت) من نشاط وحيوية الهيئة العليا للآثار والسياحة، وقررت توقيع عقد شراكة معها تعربنه بتوفير أكبر عدد من النوافير المتدفقة بعلو شاهق، قال شهود عيان إنه بلغ في نافورة حي النسيم ثلاثين مترًا، وسكان الرياض لن يهدأ لهم بال ما لم تصل نوافيرهم إلى علو يقارع نافورة جدة (ما فيش حد أحسن من حد)! ويكفي شعور الرياضيين (نسبة للرياض لا الرياضة طبعًا) بالجفاف، والسموم حتى وهم يستحمّون، (فالمواسير) تئن من اليباس، والأملاح المتكلسة، ووصاية الترشيد شغلت فراغ الناس، وملأت أوقاتهم بالنظافة، فجعلت الاستحمام للطفل يستغرق نصف ساعة، وللبالغين ساعة ونصف، مع استراحة بين الشوطين، وبالكاد يتخلّصون من (رغاوى) الشامبو مع عسر المياه، ننوّه للزملاء سكان العاصمة أن يأخذوا حذرهم أثناء القيادة، ويبتعدوا عن مَواطن (فتن) المياه التي قد تنفجر تحت سيارتهم، أو تحت أرجلهم، ويجدون أنفسهم فوق هام السحب، وحينها عليهم انتظار أقرب طائرة للعودة، ولعلّها لا تكون تابعة للخطوط السعودية!