يُقال إن من أهم علامات قبول الطاعات هو ما يأتي بعدها، فقليل دائم خير من كثير مقطوع.. شاهدنا في شهر رمضان المبارك المساجد، وهي تعمر في جميع أوقات الصلوات وخصوصًا في صلاتي (البردين)، وشاهدنا التسابق لفعل الخيرات من صيام، وصلاة، وصدقات، وزكوات، وقراءة للقرآن، والتراويح، والتهجد، ومن أصناف الخير الكثيرة، فنسأل الله القبول، كما نسأله الصبر على الطاعات. وجاء العيد بأيامه ولياليه، وللأسف الشديد ظهرت مشاهد غريبة للاحتفال بالعيد، منها ما رأيناه ومنها ما سمعناه، وكلاهما مخجل. المساجد بعد أن كانت ممتلئة في صلاة الفجر وجدنا العدد تقلص من 100% إلى كم تتوقعوا 10%، وهذا العدد تقديري فأنا لا أنسى في إحدى صلوات الفجر صلينا بنصف صف تخيلوا نصف صف، بعد أن كان المسجد ممتلئًا عن بكرة أبيه، هذا مثال بسيط لما رأيته، أمّا ما سمعته من مصادر موثوقة ففي أحد الملاهي المشهورة للألعاب في مدينة ساحلية قامت إدارة الملاهي مشكورة بتخصيص يوم للنساء لكي يتنزهن بدون أي مضايقات ووضعت عند مدخل الملاهي وعند مكان شراء تذاكر الدخول عدد من السيدات اللاتي يقمن بالتأكيد على الزوار بعدم ارتداء أي ملابس خادشة للحياء، مجرد كلمات تحذيرية ولكن كما نعرف أنه كما توجد إبداعات في مجالات الخير، توجد إبداعات في مجالات الشر، فمن خلال عدد من شاهدات الأعيان واللاتي دخلن لهذه الملاهي طلبًا للاستجمام والاحتفال، شاهدن ما لا يسر، وجدن مجموعة من الفتيات يرتدين الملابس التي تسمح لهم بالمرور من بوابة الدخول، وبعد ذلك يخلعن ملابسهن المحتشمة، ويجلسن بملابس غير ذلك، كما وجد عدد كبير ممّن يطلق عليهن (البويات) البنات المتشبهات بالرجال، موسيقى صاخبة، حتى لا يوجد مكان للجلوس -وما تزال تذاكر الدخول مستمرة فنحن في موسم- كثير من السيدات الفاضلات اللاتي ضقن ذرعًا بما شاهدنه من مظاهر مشينة، وخوفًا على بناتهن من التشبه بهذه الفئة خرجن من المكان دون رجعة، وهناك من استطعن أن يسترجعن ما دفعنه من مبالغ مقابل تذاكر الدخول، والبعض الآخر خرجن حفاظًا على أنفسهن وذويهن ودينهن قبل كل شيء، هذا مثال بسيط وحي لمكان واحد ولمدينة واحدة فقط، والباقي لا يعلمه إلاّ الله تعالى. وهنا سيرى كلاً منا هل قُبل عمله في رمضان أم لم يُقبل، فإن استمر في الخيرات فإن شاء الله هذه من علامات القبول، وإن كان غير ذلك فليراجع نفسه، ويحاسبها قبل أن تحاسب. فمن كان يعبد رمضان هذا، رمضان قد مضى، ومن كان يعبد رب رمضان فهو سبحانه حي دائم لا يموت.