قال الضَمِير المُتَكَلّم: في شمال غرب المدينة وعلى بعد (مِيل ونصف أو مِيْلَين)، وبجوار (جبل أحد) تقع المساحة التي كانت مسرحًا لأحداث (معركة أحد) التي كانت بين جيش الإسلام بقيادة رسول الإسلام عليه أفضل الصلاة والسلام، والجيش الغَازِي «جيش كفار قريش»؛ وفي تلك البقعة جرت الكثير من التفاصيل والدروس المهمة في التاريخ الإسلامي!! وثرى ذلك التراب احتضن الخطوات المباركة لنبي الرحمة، وصحبه رضوان الله عليهم، وهناك (قَبر أسد الإسلام حمزة بن عبدالمطلب عَمّ النبي عليه الصلاة والسلام وبعض الصحابة رضوان الله عليهم)!! أعرف أنها معلومات قديمة ومعروفة؛ ولكن تكرارها للتأكيد على (مُسَلّمَة) أن هذه البقعة الطاهرة، والثرية بالصفحات التاريخية من العهد النبوي سوف تكون محطّ أنظار، ومقصد كل مسلم يزور طيبة الطيبة؛ فزوارها بالملايين، وحقهم أن يفعلوا ذلك؛ فتعالوا نرصد ملامح ذلك المكان في هذه اللحظات وهل أخذ ما يستحقه من الاهتمام: (1) المسجد أو ما يُعرف ب(مسجد أحد أو سيدنا حمزة) مبناه متهالك، وقديم، وضيق ولاسيما في المواسم وأيام الجمعة لذا وضع له توسعة في الخلف عبارة عن صَنَادق حَديدية (وهذا مسماها الحقيقي)!! ودورات المياه أعزكم الله قليلة، وتُغْلق خارج أوقات الصلاة، وهنا لا عزاء ولا اهتمام بأحوال الزائرين في كل الأوقات وأغلبهم من المرضى وكبار السّن!! (2) المقبرة أو المزَار حيث يرقد الجسد الطاهر لسيدنا حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه، داخل سور من حوله سور، وأمامه حجاب شديد المعاملة واللهجة مع الزوار دون إدراك لاختلاف الثقافات وفَيض العواطف!! فنعم رغم التأكيد على فَضْل رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأهمية دورهم؛ لكن بعض مَن يعملون هناك قد يعتقدون أن مَن يزور ذلك المكان صاحب بدعة، فلكم أن تتصوروا أنه بقيام بعض الزوار بخَلْع نعليه قُبَيْل اقترابه من باب السور الثاني أو الثالث للمقبرة احترامًا وتبجيلًا؛ يُعَدّ مبتدعًا، ويكون عرضة للتوقيف والمساءلة؛ وهذا مشهد وغيره مشاهِد؛ فما هكذا تورد الإبل يا هؤلاء، قَدّروا عواطف العباد فبالتأكيد هم ليسوا وثنيين أو عُبّاد قبور!! (3) (جَبَل الرّمُاة) وهو مَعْلَم مهم يحرص الزوار المساكين على صعوده رغم كِبَر وضعف أكثرهم، ومع ذلك فنكاية بهم ربما حتى لا يرتكبوا (المزيد من البِدع) تُرِك دون عناية ولو بدرجات تُسَهل الصعود إليه!! (4) المنظر العام لهذا المكان مُخْجِل بكل ما تعنيه الكلمة مِن معنى (مبانٍ بالية، مساحات فضاء كبيرة، طرق متداخلة لا طعم لها أو لون أو رائحةَ تخطيطٍ أو تنسيق، أكشاك متناثرة وبسطات، وباعة جائلون بعضهم يبيع تمر الأحساء على أنه تمر المدينة، شباب مراهق يُقَدم نفسه على أنه مرشد سياحي أو ديني، وهكذا!! هذا المكان بصوره الراهنة يرسم صورة غير حقيقية عن عدم اهتمام بلادنا بالمعالم والأماكن الإسلامية، وهي الحريصة عليها كما يظهر من الحرمين الشريفين!! ويبقى لقد طالب العديد من المهتمين بتطوير منطقة سيدنا حمزة وردّ الروح إليها، وكانت الإجابة الدائمة (قريبًا)؛ فهل عند مسؤولي الجهات المعنية في المدينة إجابة غيرها؟! (قريبًا) نسمع الردّ!! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. [email protected]