شدد خبير في شؤون العمل الخيري، على ضرورة العمل باتجاه عودة الثقة بين وزارة الشؤون الاجتماعية والجمعيات الخيرية من جهة، وبين الأخيرة والمواطنين من جهة أخرى، لافتًا إلى أن هذه الثقة أصابها شرخ ليس بالهيّن إثر حادثة تفجير مبنيي مركز التجارة العالمي بنيويورك في 11 سبتمبر من العام 2001 وما تبعها من اتهامات للجمعيات الخيرية بتمويل الإرهاب. واشتكى المهندس جمال برهان أحد الأعضاء المؤسسين لجمعية (عيون جدة) خلال حوار أجرته «المدينة» معه، من ضعف الثقة حاليا بين الجمعيات الخيرية والوزارة من جهة وبين المواطنين وهذه الجمعيات من جهة أخرى، مشددًا على أن اتهام الجمعيات بتمويل الإرهاب الذي رافق أحداث 11 سبتمبر لا تزال آثاره السلبية موجودة إلى اليوم وإن خفت كثيرا عن الماضي. وطالب الجميع (الوزارة والمواطنين) بطيّ صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة تسودها الثقة بالجمعيات الخيرية التي لا تؤسس أو تعمل إلا بإذن الوزارة ووفق شروطها ومتطلباتها. وأكد برهان أحد الأعضاء ال 33 المؤسسين للجمعية، أن توجهات الوزارة الجديدة تنحى نحو التخصص في الجمعيات الخيرية والبعد عما تتصف به الجمعيات حاليا من تعميم في الاختصاصات، ذلك أن كثيرا منها تجمع التبرعات وتنفقها في أغراض متعددة ومختلفة من توفير الطعام والملابس والسكن للمحتاجين وكفالة اليتيم وإعانة الراغبين في الزواج من غير القادرين، وأضاف: «لقد لمست شخصيًا خلال لقائي بوزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين رغبته في تحديد وتخصيص الجمعيات لأغراض معينة بعيدا عن التعميم». نقص الجمعيات التعاونية ويرى برهان أن هناك نقصًا كبيرًا في عدد الجمعيات بالمملكة وخصوصا التعاونية منها، وتمنى زيادة عددها الذي قدره بما يزيد على السبعمائة جمعية لما لها من دور كبير في خدمة المجتمع، وتمنى أن يتم التركيز على إنشاء المزيد من الجمعيات التعاونية في قطاع الإسكان باعتباره المشكلة الأولى والأكثر إلحاحا في المملكة. ممارسات خاطئة وعن أبرز المشكلات التي تواجه الجمعيات الخيرية يقول: كارثة سيول جدة الأخيرة تصلح كنموذج لبعض هذه المشكلات، إذ كشفت عن ممارسات خاطئة قام بها بعض المستفيدين من الإعانات الغذائية التي تقدم بها أهل الخير من التجار والمواطنين لضحايا السيول، وأوضح أنه رصد شخصيا السلال الغذائية التي كانت توزع على الضحايا وهي تباع ب 50 ريالا في أحد الأسواق بينما قيمتها في الواقع ضعف هذا المبلغ، وعزا السبب إلى أن بعض المتضررين بدون أطفال وليسوا في حاجة لبعض المواد الغذائية مثل حليب الأطفال أو السيريلاك. نجحنا في الاختبار وعن إنجازات الجمعية يقول برهان ان عيون جدة واجهت بعيد تأسيسها تحديا كبيرا لإرادتها عبر اختبار سيول جدة الأخيرة، ولكنها نجحت في الاختبار من خلال جمعها لتبرعات كبيرة من أهل الخير واستقطابها للشباب المتطوعين الذين ساعدوا في تنسيق وترتيب المساعدات الغذائية للمحتاجين، وشرح كذلك الدور الذي قامت به الجمعية خلال شهر رمضان الماضي، وحدده في محورين أحدهما تقديم السلال الغذائية لإفطار الصائمين، والآخر توفير أكثر من حافلة لإيصال الراغبين في أداء العمرة وإعادتهم إلى جدة، ووصف التجاوب مع هذه الفكرة بالكبير بسبب الرغبة في تفادي الازدحام المروري بمكة المكرمة وصعوبة إيجاد موقف للسيارات هناك.