يعمل المجلس الوطني الانتقالي الليبي على تحويل الإعلام الذي كانت توجهه السلطة خلال فترة حكم معمر القذافي الى وسيلة موثوق بها لنشر المعلومات. وقال مسؤول الإعلام في المجلس محمد شمام: «يجب ان يعود التلفزيون الى العمل وان تصدر صحيفة يومية تحت اسم «17 فبراير» في طرابلس»، داعيا الموظفين الذين كانوا يعملون في هذا المجال تحت إمرة نظام القذافي الى العودة الى وظائفهم. ويكتسب الرهان على تحقيق هذه المسألة اهمية اضافية مع ازدياد الشائعات المتنوعة والمعلومات المتناقضة حول الوضع في البلاد، حتى عندما تصدر عن مسؤولين في المجلس الانتقالي. ومن الامثلة على ذلك، اعلان مسؤول في المجلس في بنغازي الخميس تمديد المهلة الممنوحة الى الموالين للقذافي لتسليم انفسهم، وهو قرار أكد مسؤولون في المجلس نفسه في طرابلس عدم علمهم به فيما نفاه آخرون. وتشرف السلطات الجديدة على قناة «ليبيا الحرة» التي انشئت بمساعدة قناة الجزيرة القطرية وتبث من الدوحة، الا ان الفارق يبدو شاسعا بين ما يحدث على الارض في ليبيا وطريقة التحرير التي تتبعها القناة الليبية من الخليج. وطلب شمام مؤخرا عقد مؤتمرات صحافية في طرابلس للصحافيين، الا ان المسؤولين الذين يحضرون هذه المؤتمرات نادرا ما يعلنون عن امور جوهرية. ويجيب المسؤولون في هذه المؤتمرات، التي يقل يوما بعد يوم عدد الصحافيين الذين يشاركون فيها، عن سؤال حول الموعد الفعلي لانتقال المجلس الوطني من بنغازي الى طرابلس بالقول «عندما تسمح الاوضاع الامنية بذلك». في موازاة ذلك، يواصل معمر القذافي المتوراي عن الانظار اصدار تسجيلات صوتية تدعو الى «المقاومة» عبر قناة «الراي» التي تبث من سوريا. وبدأت مؤخرا تصدر بيانات في العاصمة، الا انها لا تحمل اي معلومات مفيدة لسكان طرابلس الذين يواجهون نقصا في المياه وخدمات اساسية أخرى. وتقدم نشرة «عروس البحر» نفسها على أنها صحيفة يومية مستقلة تطبع في طرابلس. وصدر العدد الاول منها في 31 اغسطس وهو عبارة عن سلسلة تعليقات على «سقوط الطاغية»، معمر القذافي، الذي يظهر في صورة ساخرة كتب تحتها «مطلوب حيا او ميتا». اما «صوت العاصمة»، التي تصدر على شكل دفتر مدرسي، فتؤرخ للثورة الليبية وتروي في عددها الرابع غير المؤرخ تفاصيل سقوط طرابلس، وتقدم التوصيات الى «الثوار» الذين يلاحقون فلول قوات القذافي. وكان معمر القذافي يوقف خلال فترة حكمه عمل الصحف التي يرى انها تبتعد عن الخط الرسمي، وحتى انه علق احيانا صدور مطبوعات نجله سيف الاسلام للاسباب ذاتها. ولطالما قدم سيف الاسلام نفسه على انه اصلاحي يعمل على تغيير نظام عمل والده من الداخل، واصدر صحفا لم تكن تخضع مباشرة لسيطرة اللجان الشعبية، ركيزة النظام. ويؤكد سعيد الاسود ناشر «تريبولي بوست» الصحيفة الوحيدة التي كانت تصدر باللغة الانكليزية في عهد القذافي، نيته اعادة اصدار الصحيفة في طرابلس.