طلبت الدول العربية من سوريا في وقت متأخر من مساء أمس الأول «تحكيم العقل» وإنهاء أشهر من إراقة الدماء بعد بعض من أقوى الاحتجاجات في دمشق منذ بداية الانتفاضة ضد الرئيس بشار الاسد. واتفق وزراء خارجية دول الجامعة العربية في ختامهم اجتماعهم التشاوري على ارسال نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية برفقة عدد من الوزراء العرب الى سوريا للحث على اجراء اصلاحات سياسية واقتصادية. رأس وفد المملكة إلى الاجتماع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية. وكانت ايران اوثق حلفاء سوريا قالت ان على دمشق الاصغاء «للمطالب المشروعة» لشعبها. لكنها اضافت ان اي تغيير في نظام الحكم بسوريا او حدوث فراغ في السلطة في دمشق سيكون خطرا على المنطقة. وتقول الأممالمتحدة إن 2200 شخص قتلوا منذ أن ارسل الأسد دبابات وقوات لسحق المظاهرات التي انفجرت في مارس بعد ان اسقطت انتفاضتان شعبيتان رئيسي تونس ومصر. وفيما قال سكان أمس الاحد ان قوات موالية للرئيس السوري بشار الاسد خاضت معارك بالاسلحة أثناء الليل قرب ضاحية بشمال شرق دمشق مع منشقين عن الجيش كانوا رفضوا اطلاق النار على احتجاج مطالب بالديمقراطية. ذكرت وكالة الاناضول التركية للأنباء ان الرئيس التركي عبدالله جول فقد ثقته في سوريا وان الوضع بلغ مرحلة التغييرات عندها غير كافية وفات اوانها. واضاف السكان ان عشرات الجنود فروا الى منطقة بساتين واراض زراعية بعدما اطلقت القوات الموالية للاسد النار على حشد كبير من المتظاهرين قرب ضاحية حرستا لمنعهم من تنظيم مسيرة الى العاصمة في تحدٍ لأمر اصدرته وزارة الداخلية بعدم التظاهر في دمشق. وقال أحد سكان حرستا ل «رويترز» بالهاتف: «الجيش كان يطلق نيران الرشاشات الثقيلة طول الليل في الغوطة (حدائق قديمة تحيط بدمشق) وكان يلقى ردا من بنادق اصغر». ونفت السلطات السورية مرارا حدوث اي انشقاق في الجيش. وطردت وسائل الاعلام المستقلة منذ اندلعت الانتفاضة ضد الاسد في مارس. إلى ذلك، قال الرئيس التركي عبدالله جول معلّقا على الوضع في سوريا «نشعر بحزن عميق بالفعل. يقال ان الاحداث «انتهت» ثم يقتل 17 آخرون. كم سيكون العدد اليوم؟ من الواضح اننا بلغنا نقطة سيكون معها اي شيء غير كاف وفات أوانه. لقد فقدنا الثقة.» وكان جول ناشد في وقت سابق من الشهر الحالي الرئيس السوري بشار الاسد الا يترك الاصلاحات الى ان يفوت أوانها.