يفيد مسؤولون أمريكيون سابقون وحاليون أن الوكالات الاستخباراتية الأمريكية تضطلع بدور حيوي في تعقب الزعيم الليبي المطارد معمر القذافي، غير أنها تحرص على الإبقاء على هذا الدور بعيدًا عن الأنظار. ويقول بروس ريدل المسؤول السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سي آي إيه والباحث البارز في مؤسسة بروكينغز: «يتعلق الامر بالوصول اليه قبل سعيه لتشكيل جبهة تمرد ضد الحكم الجديد»، وتابع: «بالنسبة لتعقب القذافي انا متأكد أن الوكالة (سي اي ايه) تدرس بعناية انماط تحركاته السابقة ما يشير إلى الاماكن المحتمل أن يتواجد بها الان». واضاف: «هل مثلا لديه معقل في مكان ما في الصحراء الليبية سبق وتردد عليه في الماضي؟ هل لديه مأوى يلوذ اليه بين القبائل؟». ولا تنقص الولاياتالمتحدة الامكانات التي يمكن الاستفادة منها في تعقب القذافي، بما في ذلك طائرات الاستطلاع ومعدات التنصت فضلا عن المعلومات التي يدلي بها من انشقوا من اقطاب النظام السابق والمعلومات التي يوفرها رجال ونساء سي اي ايه على الارض، بحسب المسؤول السابق للوكالة. فالمنشقون مثل موسى كوسا الرئيس السابق للاستخبارات الليبية ووزير الخارجية السابق قد يشكلون مصدرا لا غنى عنه في تحديد مكان القذافي، ويقول ريدل: «استفدنا من انشقاق مسؤولين ليبيين كبار مثل موسى كوسا حيث وجهت اليهم طبعا اسئلة اساسية للكشف عما يعرفونه عن منظومة عمل القوات العسكرية والاستخباراتية للعقيد». ومع تأكيد قوات المعارضة المسلحة سيطرتها على اغلب انحاء ليبيا وهرب القذافي بات الجيش الأمريكي يركز الآن على تعقب الزعيم السابق وعلى «المرحلة التالية»، حسب ما قال مسؤول دفاعي رفض الكشف عن اسمه. ويقول هذا المسؤول: «نركز على هذا الامر الآن وعلى مدى قدرته (القذافي) على حشد الدعم لصالحه». ويقول فريدريك ويرى المحلل السياسي البارز في مؤسسة راند «اي دعم يقدم (لعملية تعقب القذافي) سيجري وراء الكواليس، ما يتفق والطبيعة الاستخباراتية للعمل». غير أن ويري الذي عمل قبلا مستشارا أمريكيا في العراق استبعد قدرة القذافي على ادارة عملية تمرد واسعة على شاكلة ما جرى في العراق على سبيل المثال، وقال: «اعتقد أن المهم هو وضع نهاية صحيحة لاكثر من 40 عاما من الحكم الاستبدادي»، واضاف «سيكون اعتقاله ومحاكمته خطوة مهمة على طريق اعادة تأهيل البلاد والدفع بها قدما».