«رحل القذافي.. وجاء الدور عليك»، هكذا خاطب المتظاهرون السوريون الأسد بعد أن وصلت تداعيات الثورة اليمنية إلى دمشق إذ تحدى آلاف المتظاهرين في عدة مدن سورية القمع الذي تمارسه الحكومة، وحذروا مرددين هذه الهتافات. وتابع معركة السيطرة علي طرابلس علي بعد الفي ميل متظاهرون يمنيون شهدوا خروج الرئيس علي عبد الله صالح من صنعاء.. ومع تهاوي النظام الحاكم في الجماهيرية تصاعدت هذه المظاهرات المناهضة للنظام الحاكم في اليمن، وطالب المتظاهرون بعدم إضاعة الوقت، معبرين عن أملهم في أن يتحقق الحسم الثوري السلمي قبل عيد الفطر. وشهدت ساحة الاعتصام أمام جامعة صنعاء ليلة دخول الثوار الليبيين طرابلس فعاليات خطابية، أكد فيها المتحدثون ضرورة أن يتعظ المسؤولون في اليمن بمصير المسؤولين في ليبيا وان يعجلوا بانتقال سلمي للسلطة. ووصلت الرسالة إلى استبداديين في أماكن أخرى، مفادها انه ليس بمقدورهم فرض قمعهم الوحشي وأن من لا ينصتون لشعوبهم ليس بوسعهم البقاء في السلطة. ورغم كل التفاؤل بالتطورات على الساحة الليبية، إلا أن حالة من التخبط لا زالت حتى الآن من المستوى الطبيعي – تسود سلوك الثوار والمجلس الانتقالي سواء ما يتعلق بالتعامل مع أفراد عائلة القذافي، حيث لم يعرف حتى الآن من اعتقل ابنه الأكبر ومن ساعده بعد ذلك على الفرار؟ وهل يمكن أن يلقى أي معتقل مصير وزير الداخلية السابق عبدالفتاح يونس؟ أو سيف الإسلام الذي جاء تأكيد اعتقاله من المحكمة الجنائية الدولية ورئيس المجلس الانتقالي بنفسه ولم تمض ساعات حتى ظهر سيف الإسلام متجولا في باب العزيزية ولم يتخلّ بعد عن وقاحته، حيث رد على إعلان المحكمة الدولية اعتقاله قائلاً: طز بالمحكمة الدولية!!. ومع أن الثوار باتوا على شفا إنهاء حكم القذافي إلا أن ثمّة تحديات كثيرة تواجههم واستحقاقات ضخمة امامهم في مرحلة ما بعد إسقاط النظام.. وبعد مرور ستة اشهر على الثورة تظل القيادة اليومية للحكومة المناهضة للقذافي بمثابة سؤال لم يجب عليه احد حتى الآن لعدم ظهور شخصية موضع اتفاق بين الثوار بل أن النضال المشترك لم يستطع إخفاء الانقسامات الكائنة بين شرق ليبيا وغربها وحتى بين الزعماء السياسيين والميشيليات المنقسمة بل ويقول البعض أحياناً ان هناك انقسامات بين أصحاب الرأي العام الليبرالي والإسلاميين الموجودين بين صفوف الثوار. ومن الحتمي أنه لم يغب عن أذهان مسؤولي المجلس الانتقالي سؤال حول انعكاسات آليات إسقاط النظام. (حرب أهلية – تدخل أجنبي بمباركة عربية) على المستقبل وترتيبات صناعة ليبيا الجديدة ؟ وهل تشهد الحالة الليبية خروجاً على عرف عربي يتمثل في الاتفاق على مشروع الهدم والاختلاف على مشروع البناء. كل هذه التساؤلات وغيرها فرضت نفسها محاور لهذا الملف.