** لم تكن أحداث الشغب التي شهدتها مناطق متعددة في بريطانيا الأولى من نوعها، ولكنها ربما كانت الأكثر سوءًا منذ ما يقرب من عقدين من الزمن. ويبدو أن السياسة الاقتصادية لحكومة الائتلاف الحالي بين المحافظين والديمقراطيين الأحرار تواجه معارضة شديدة من جيل الشباب، الذي وجد أن معدل الرسوم الخاصة بالالتحاق بالجامعات قد ارتفعت، كما أن مناطق مأهولة بأقليات متنوعة مثل «تونتهام» التي كانت منطلقًا لهذه الاضطرابات قد شهدت بلدياتها اقتطاعًا في موازنتها الفقيرة أساسًا، وهذا الاقتطاع تمليه ظروف اقتصادية خانقة تمر بها الدول الأوروبية كافة، إلاَّ أن رئيس الوزراء «كاميرون» الذي يفتقر إلى الخبرة والممارسة الإدارية الكافية، وهو في هذا يلتقي مع زعيم المعارضة العمالية ذي الجذور اليهودية «إيد- ميلباند» Miliband رفض إيجاد عذرٍ للمجرمين، لكن يُحمد له بأنه لم يُحمِّل مسؤولية ما حدث للأقليات التي تزخر بها مدن مثل: ليفربول، ومانشستر، وبيرمنغهام، وهي المدن التي امتدت إليها أعمال الشغب التي كلّفت ميزانية الدولة ملايين الجنيهات. ** المستفيدون من أعمال الشغب في المملكة المتحدة البريطانية هم من الكثرة البالغة، ويأتي في مقدمتهم الحزب القومي البريطاني British-Nationalism، وهو حزب بدأت أفكاره ضد الأقليات المهاجرة تأخذ حيّزًا لا بأس به داخل المجتمع البريطاني، وربما استمد بعض طروحاته من المنظر المحافظ الراحل «إينوك باول» الذي اضطر زعيم حزب المحافظين الأسبق «إدوارد هيث» إلى طرده من الحزب؛ بسبب خطاب عنصري ألقاه في مدينة بيرمنغهام عام 1968م، أطلق عليه مناصروه -آنذاك- اسم «أنهار الدم» في إشارة إلى خطر الهجرة إلى بريطانيا من دول كانت تستعمرها بريطانيا، وأرادت الاستفادة من عمالتها الرخيصة لبناء بنيتها التحتية بعد أحداث الحرب العالمية الثانية، ولكن عمال الأمس أضحوا مواطنين، ويحق لهم المطالبة بكافة حقوقهم المشروعة. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (70) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain