تحرص الأندية على الحصول على اللاعب المميز كرويا، لكنها قد تفقده في أي لحظة إذا كان صاحب فكر خاوي ولم يجد من يقف بجانبه حتى يوجهه للطريق الصحيح، وكم من لاعب خسرته الأندية السعودية سريعًا بسبب ذلك، وحاليًا يوجد لاعبون هم بحاجة للتوجيه والنصح حتى يسير على الطريق الصحيح، خاصة أننا نلمس ظهور بعض اللاعبين ووصولهم للنجومية ثم اختفاءهم أو نزول مستوياتهم، وهذا ناتج عن تأثر اللاعب بما وصل له من نجومية سريعة، فيتأثر بالمعجبين بأدائه وإشاداتهم به، فيكون النزول التدريجي، حيث يعتقد ذلك اللاعب أنه وصل لقمة مستواه وأوج مجده، ولهذا فإن تعهد اللاعبين بالنصح والتوجيه لا التصادم معهم لأن كل لاعب على ما يتعود عليه من تعامل في بداية لعبه مع النادي، وكذلك نوعية تفكيره التي لا ترى تنفيذ الأوامر التي قد تكون من بعض مسؤولي الأندية بل يكون هناك مراعاة لجوانب عند اللاعب يمكن من خلالها توجيهه والسير به في الطريق الصحيح سلوكيا وفنيا، والنبي صلى الله عليه وسلم -وهو قدوتنا جميعا- كان يتعامل مع أصحابه وفق ما يحتاجه كل صحابي، ورباهم أفضل تربية، فهم أصفى الخلق بعد محمد عليه الصلاة والسلام، وساروا على نهجه رضوان الله عليهم، وقد يقول قائل: ما دخل ما ذكرت عن نبي الرحمة والصحابة واللاعبون فهذه رياضة وذاك حديث في الدين، وأقول لهؤلاء إن الدين كامل وهو يشمل جميع مناحي الحياة، واللاعبون هم منتمون لديننا الإسلامي القويم، وإذا توفق بعضهم في أن يكون ذا سلوك حسن وذا تصرف سليم مع الناس الذين يعجبون به فيشاهدونه في الحي ينتظم في أداء الصلوات، وفي الحديث مع المعجبين دمث الخلق لا يرتكب أمورا سيئة فإنه سيكون مؤثرا في سلوكهم، ولا أخفيكم أنني كنت أسمع من بعض الجماهير أنني إذا شاهدت اللاعب الفلاني فعل كذا من الأمور الطيبة والنافعة سأفعل مثله من قوة إعجابه بذلك اللاعب، ولهذا فإن اللاعبين بحاجة إلى تنمية فكرهم مع عطائهم الكروي، خصوصا النجوم الصاعدين، لأنه يمكن تغيير فكرهم للأفضل في هذه المرحلة، وكذلك استغلال نجومية كبار اللاعبين أداء فيما يخدم الدين، ويفيد المجتمع، ويمكن أن يحدث بالتعاون بين الأندية وبعض مؤسسات المجتمع ذات العلاقة، وسيكون لذلك ثمار على اللاعب وعلى محبي اللاعبين، ويستفيد منها المجتمع نظرًا للاهتمام الكبير الذي يحظى به اللاعبون في مجتمعنا سواء من الإعلام أو من الجماهير ذاتها مما يعني أن يكون قفزة كبيرة في جانب فكر بعض اللاعبين ثقافيًا وكرويًا، وهذا هو المطلب الذي أدعو له دائمًا، ويدعو له أصحاب الاهتمام بالشأن العام في الرياضة السعودية، نسأل الله التوفيق للاعبين في حياتهم العملية والرياضية بما يضيف لهم قربًا أكثر من ربهم، وعملا يتوافق مع ديننا الإسلامي القويم.