تسببت المواجهات الدائرة في محيط صنعاء بين قوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجل الرئيس اليمني أحمد علي صالح والفرقة المدرعة الأولى المنشقة في مقتل مدني وجندي امس، إلى ذلك واصل التلفزيون الرسمي اليمني بث صور مسجلة للرئيس علي صالح، الذي قالت المصادر الرسمية انه لا يزال تحت الملاحظة الطبية، وأنه سيعود لليمن «وقت الانتهاء من فترة علاجه». وبدا صالح متعافيا وهو يزور عددا من قيادات الدولة الذين كانوا برفقته وقت الحادث، ونقل له التلفزيون صورا وهو يزور العميد سالم محمد الوحيشي القائد السابق للواء 103 مشاة والذي يتلقى العلاج حاليا بالرياض جراء إصابته بإعاقة دائمة في المواجهات الأخيرة مع الحوثيين بمحافظة صعدة. في حين أعلن عدد من ضباط الحرس الجمهوري انضمامهم لصفوف الثورة في ساحة الحرية بمدينة تعز. وقال مصدر محلي قوله إن هجمات متفرقة استمرت لمدة ثلاث ساعات تقريبا، على بعد بضعة كيلومترات من معسكر الاحتجاج في ساحة التغيير بصنعاء وجرى خلالها استخدام الأسلحة الثقيلة. وأوضح المصدر أن جنديا تابعا للفرقة المدرعة الأولى التي يقودها الأخ غير الشقيق لصالح اللواء علي محسن الأحمر قتل خلال المواجهات مع قوات الحرس الجمهوري، بالإضافة إلى مدني من سكان منطقة شملان التي وقعت بها المواجهات. وفيما اتهم مكتب ما يسمى ب «جماعة الحوثي» أمريكا بالوقوف وراء عملية انتحارية استهدفت أمس مقرًا حكوميًا تسيطر عليه جماعة الحوثي في مركز مديرية المطمة بمحافظة الجوف وأسفرت عن مقتل منفذها وإصابة ثلاثة حوثيين؛ قالت مصادر أمنية إن الهجوم يحمل بصمات تنظيم القاعدة، واشارت الى انه سبق للقاعدة تبني عمليات مماثلة ضد جماعة الحوثي. في غضون ذلك أعلن عدد من ضباط الحرس الجمهوري انضمامهم إلى صفوف الثورة في ساحة الحرية في مدينة تعز. ودعا الضباط المنضمون بقية زملائهم في الألوية العسكرية إلى الانحياز «لثورة الشعب». من جهتها نسبت وزارة الدفاع إلى مصادر قبلية في مديرية أرحب بمحافظة صنعاء أن الشيخ عبدالمجيد الزنداني استدعى أكثر من 300 ممن وصفتهم بالإرهابيين من مختلف المحافظات اليمنية «والذين يعرفون بالمجاهدين الأفغان وأغلبهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة للمشاركة في القتال الدائر في منطقتي أرحب ونهم ضد معسكرات القوات المسلحة». وأشارت المصادر إلى أن «كثيرا من أولئك الإرهابيين تتلمذوا على يد الزنداني وكانوا قد شاركوا في القتال في أفغانستان وبينهم ضالعون في عمليات إرهابية استهدفت مصالح محلية وأجنبية في اليمن خلال الفترة الماضية». في سياق متصل، عبر المؤتمر الشعبي العام، الحاكم في اليمن، عن استيائه من الكشف عن معلومات رفض ألمانيا استقبال الرئيس صالح لتلقي العلاج بصفته رئيسًا لليمن. مستهجنًا «الأخبار المنسوبة للقائم بالأعمال الألماني بأن الرئيس طلب العلاج في ألمانيا». ونسب موقع «المؤتمر نت» التابع للحزب الحاكم، أمس، إلى مصدر إعلامي في الحزب قوله «إن الرئيس قد تلقى العلاج على أيادي طبية عربية ذات كفاءة عالية في المملكة الشقيقة وأنه قد تماثل للشفاء وأن ما يحتاجه الرئيس هو النقاهة وإعادة التأهيل».