قتل 16 شخصًا في «جمعة لن نركع» في العديد من المدن السورية برصاص قوات الأمن خلال تظاهرات أمس، شارك فيها الآلاف ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في حين دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون دول العالم إلى عدم التعامل تجاريًا مع النظام السوري. وكان ناشطون حقوقيون تحدثوا عن تظاهرات جرت في عدد من المدن السورية خصوصًا في حمص وحماة واللاذقية وريف دمشق. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «تظاهرات خرجت في حماة من مساجد الصحابة وعثمان بن عفان وحمزة في منطقة طريق حلب واتجهت إلى شارع مدرسة عثمان الجوراني، وتعرضت لإطلاق رصاص كثيف من قبل عناصر الأمن المتمركزين في المدرسة»، وأضاف المرصد أن «تظاهرة ضمت حوالي ثمانية آلاف شخص جرت في حي الرمل الجنوبي في اللاذقية هتفوا للمدن المحاصرة». وأضاف أن بين الهتافات «هي يا الله.. ما بنركع إلا لله». كما تحدث عن تظاهرة في الزبداني (ريف دمشق). وقال: إن «إعدادًا كبيرة من الجيش والأمن حاصروا الطرق المؤدية إلى مسجد الجسر الكبير فخرجت تظاهرة من باب الجامع تهتف لإسقاط النظام ونصرة المدن المحاصرة»، وأضاف أن التظاهرة «لم تستطع السير ابعد من ساحة الجسر عند باب الجامع بسبب تقدم قوات الجيش باتجاههم بكثافة مما أدى إلى فض التظاهرة». وأشار إلى «أنباء عن حدوث اعتقالات» في المدينة نفسها. وقامت قوات الأمن السورية باعتقال الكاتب والشاعر عبدالرحمن عمار (68 عامًا) في بلدة القصير في منطقة حمص للضغط على ابنه الناشط المعروف لتسليم نفسه. وفي لبنان تظاهر مئات الأشخاص في مدينة صيدا الجنوبية بدعوة من القوى الإسلامية (السنية) في المدينة بعد صلاة الجمعة مرددين هتافات تؤيد الاحتجاجات في سوريا ومناهضة للرئيس السوري بشار الأسد، كما تظاهر مئات الأشخاص في مناطق متفرقة من منطقة البقاع (شرق) بعد صلاة الجمعة، خصوصًا في بلدتي كامد اللوز ومجدل عنجر، وبلدة جب جنين، وقال متظاهرون في مجدل عنجر المحاذية للحدود السورية: إنهم سينظمون تظاهرة ليلية إلى نقطة المصنع الحدودية. وفي الوقت نفسه تواصلت الضغوط على النظام السوري لوقف قمع المحتجين. فقد حثت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون دول العالم إلى وقف علاقاتها التجارية مع سوريا، وذلك في إطار تصعيد واشنطن الضغط على الرئيس السوري لإنهاء حملة القمع التي يشنها ضد المتظاهرين، وصرحت للصحافيين «ندعو الدول التي لا تزال تشتري النفط والغاز السوري والدول التي لا تزال ترسل الأسلحة إلى الأسد، والدول التي يوفر دعمها السياسي والاقتصادي للأسد الراحة لارتكاب أعماله الوحشية، إلى اتخاذ القرارات التي ستدخلها التاريخ من الباب الصحيح»، وصرحت كلينتون في مؤتمر صحافي مع نظيرها النروجي يوناس غار ستوري أمس أن «الرئيس الأسد فقد شرعيته لقيادة (البلاد)، ومن الواضح أن سوريا ستكون أفضل بدونه»، إلا أن كلينتون لم تدع الأسد صراحة إلى التنحي. كما ذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية أن الرئيس التركي عبدالله غول دعا نظيره السوري إلى عدم التأخر في الإصلاحات الديموقراطية حتى فوات الأوان، وذلك في رسالة نقلها الثلاثاء وزير الخارجية احمد داود اوغلو، وقالت وكالة الأناضول: إن غول قال في رسالته: «لا أريد أن يأتي يوم تشعرون فيه بالأسف وانتم تنظرون وراءكم لأنكم تأخرتم كثيرًا في التحرك أو لان تحرككم كان قليلًا جدًا»، وأضاف الرئيس التركي أن «توليكم قيادة التغيير سيجعلكم في موقع تاريخي بدلًا من أن تجرفكم رياح التغيير».