أحدثت تصريحات مسؤولين إسرائيليين عن فقد السيطرة الأمنية على سيناء موجة من الغضب. وكان رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أفيف كوخافي قد انتقد أمس الأول فى تصريحات له ما أسماه بعدم قدرة قوات الأمن المصرية على فرض السيطرة الأمنية على سيناء.. وقال كوخافي: إنه نجم عن هذا الوضع تدفق مستمر لأسلحة على قطاع غزة.. وتزامن ذلك مع تقرير لمجلة «ذا ترمبت» التى تصدر فى فيلادفينا تحدثت عن أن الظروف فى سيناء منذ قيام ثورة 25 يناير مواتية جدًا لعمليات تهريب كبيرة، موضحًا أن عدد الصواريخ المهربة إلى قطاع غزة تضاعف منذ أواخر 2010 من خمسة آلاف صاروخ إلى عشرة آلاف، بالإضافة إلى ارتفاع عمليات تهريب المتفجرات حوالى ثلاثة أضعاف عن العام الماضي. ويرى الدكتور طارق فهمي الخبير في مركز دراسات الشرق الأوسط أن مرحلة ما بعد الثورة شهدت فراغًا أمنيًّا إستراتيجيًّا بسيناء ومناطق التماس في المنطقة «ج» و»د»؛ حيث أصبحت هذه المناطق مرتعًا للكثير من الأعمال غير المشروعة من تهريب وتجارة سلاح وغيرها من الأعمال المشبوهة، وهذه المنطقة مرتبطة بشكلٍ وثيقٍ بالفلسطينيين إما من خلال مجموعاتٍ من أهالي غزة تقيم في الأراضي الفلسطينية أو العلاقات الطبيعية بين بدو سيناء والفلسطينيين. ويتابع: التحقيق في أحداث العريش يجب أن يسير في عددٍ من الاتجاهات في نفس الوقت مثل الدور الصهيوني والأيادي الخفية لأجهزتها الاستخبارية، وبعض التنظيمات الفلسطينية الصغيرة الشاردة محدودة العدد غير المرتبطة في الغالب بأطراف خارجية وتنظيمات مصرية غير مصنفة حتى الآن. ويؤكد أن مصر لا تزال تلتزم باتفاقية كامب ديفيد، وأنّ اسرائيل هي من تسعى لإشاعة عدم الاستقرار في سيناء، مؤكدًا أن مصر قادرة علي حماية حدودها، وأنّ ما يحدث الآن من جراء ثورة 25 يناير سوف ينتهي، وسيكون الوضع أفضل بكثير في المستقبل. ويؤكد المهندس عبدالعزيز الحسيني عضو اللجنة المصرية لمقاطعة البضائع الصهيونية أن هذه الأحداث لا تُلبي أهداف أي جهةٍ سوى الأهداف الصهيونية، فالصهاينة وأتباعهم يسعون إلى توتير الأجواء واختلاق مشاكل أمنية في هذه المنطقة المهمة من الأراضي المصرية. ويدعوالمهندس الحسيني إلى ضرورة أن تعيد القوات المسلحة المصرية تأمين سيناء وتتبع الخلايا التي تخدم الأهداف الصهيونية، وسرعة القبض علي هذه الخلايا ردًّا علي ما تدَّعيه الجهات الإسرائيلية وعدم السماح لها بالعمل في سيناء مجددًا والتحقيق في أحداث العريش. ويوضح اللواء طلعت مسلم الخبير الإستراتيجي أن ما حدث في العريش عمل خطير يمثل تحديًا كبيرًا للوضع الأمني، بالإضافة إلى التحديات الأمنية الموجودة من قِبل الثورة، وفي مقدمتها توتر العلاقات بين قوات الأمن والشرطة التابعة للحكومة من جهة، والبدو من جهة أخرى، وربما يكون للأحداث الأخيرة علاقة بهذا التوتر. من جانب آخر يرى اللواء الدكتور محمد قدري سعيد خبير الشئون العسكرية بمركز (الأهرام) للدراسات السياسية والإستراتيجية أن الاتهامات الاسرائيلية لا أساس لها من الصحة، حيث تلتزم مصر باتفاقية كامب ديفيد، ورغم قيام ثورة 25 يناير لم تخرق مصر الاتفاقية، ولم تدخل بقوات إضافية إلى سيناء، ومن ثم فإن هذه الأحداث وخاصة ما حدث في العريش يتم التحقيق فيه، ولا شك أنّ مصر ستعرف أسباب هذه الأحداث وستسعي لمنعها لأنّ القوات المصرية لديها المقدرة على ذلك، ولكن أن تستغل إسرائيل الظروف التي تمر بها مصر، وتتهم القوات المصرية بأنها غير قادرة علي حماية سيناء فهي محاولة لتأمين إسرائيل نفسها بعد أن فتح معبر رفح.