تستأنف اليوم الخميس جلسات الحوار التي دعا إليها شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بين المثقفين وعلماء الأزهر؛ لوضع ما سُمِّي بوثيقة المثقفين والأزهر، والتي تعتبر خارطة طريقٍ مستقبليةٍ لتحقيق التوافق بين الرؤى الشرعية للفكر والثقافة بهدفِ منع الشطط الفكري أو الغلو الديني الذي يحدُّ من الإبداع. وقال الناقد الدكتور صلاح فضل: إنّ التنسيق بين الخطاب الديني، والثقافي من المشروعات الرائدة التي جاءت بعد ثورة 25 يناير، وإنّ تبني الأزهر الشريف لهذا المشروع عمل إيجابيٌّ؛ نظرًا لمكانة الأزهر وتمتّعه بالوسطية، وقبوله لدى المثقفين، وقال الدكتور فضل ل «المدينة» وهو المكلف بصياغة وثيقة المثقفين والأزهر: إنّ سلسلة من اللقاءات تتم الآن بين شيخ الأزهر وعدد من علمائه وعدد من المثقفين المصريين؛ لوضع صيغة فكرية تُسمّى (وثيقة المفكرين والأزهر)، حيث يتم مناقشة عدة قضايا ما زالت مُعلّقة ترتبط جميعها بعلاقة الدين بالثقافة، مضيفًا أنه سيتم طرح فكرة ضرورة التنسيق بين الخطاب الديني والثقافي خلال الاجتماع المقبل، وذلك لإنتاج إستراتيجية مستقبلية، تحافظ على القيم الروحية الأصلية للشعب المصري، وتكون قاعدة أساسية لبناء مجتمع مدني تسود فيه الحريات بشكلٍ بعيدٍ تمامًا عن مجال التأويل المتعسّف لبعض نصوص الدين، والتي تستهدف محاربة حرية الإبداع، وذلك باسم خروجها عن القيم والتقاليد. وقال: إنّ الاجتماعات تهدف لمناقشة حدود هذه الحرية التى يطالب المبدعون بألا يكون لها سقفًا، ولذلك لابد من وضع ضوابط منظمة لها، وأعتقد أنّ هذه القضية هي التي سوف تشغلنا في الفترة المقبلة إلى جانب قضايا أخرى تتعلق بمستقبل مصر، ومقاومة التيارات الدينية المتطرفة البعيدة عن النهج الوسطي السليم. وأوضح فضل أن الدكتور الطيب سيستمر في عقد الاجتماعات مع المثقفين بشكل دائم للوصول إلى مجموعة توافقاتٍ تتعلق بمتطلبات المرحلة المقبلة والتي من المفترض أن يمارس فيها الأزهر دوره المستنير في تنقية الخطاب الديني من التعصّب والتطرّف ويمارس فيها المثقفون دورهم في نقل لغة الخطاب الديني إلى لغة الحياة المعاصرة بكل ما شهدته من تطورٍ حضاريٍّ.