في كل رمضان يستمر التجّار في رفع الأسعار بالمتاجر، وتتزايد الإعلانات التجارية باهظة التكاليف، ما يجعل المشاهد كلّما عُرض إعلان لسلعة استنزافية يقول: «حسبي الله عليكم.. بفلوسي»، وكان الأفضل لو وفّروا تكاليف الدعايات بخفض الأسعار، ورحموا المشاهد من بعض الإعلانات (العبيطة) التي لا تدري كيف خطرت ببال معديها: فالأطفال يريدون تغيير الأمهات اللاتي لا يشترين دجاجة المعلن، وهذه شركة ألبان، أو مشروع ألبان (كله عند العرب بودرة)، يغريك باللبن الكابس على رأسك، الحابس عن الدوام، فأحسن لبن هو الذي إذا شربته (طبيت ساكت لثاني يوم)، فلا شيء يمكنه إيقاظك حتى مدفع الإفطار، هذا غير الدعاية التي تخلط الأمر على المشاهد، هل هو دعاية تجارية لدواجن، أم إعلان لمسلسل (بو كريم «بركبته» سبع حريم)..؟! والأخيرة من التحف الرمضانية هذا العام، فلو كان الإعلان للمسلسل إذاعيًّا لطالت حيرة المتلقي حيال هذه (الركبة) التي تحمل سبع نساء (هذه ركبة ولا وانيت)، ناهيك عن المظهر غير اللائق لكثير من الإعلانات في رمضان وغيره، والتي تبيع القيم لأرباب المال، وتروّج للتبذل والاستهتار ما لا يفعله مسلسل تركي، ولا مكسيكي، كدعايات معاجين الأسنان، والعطور، والصابون، فحين يتقاطر لعاب أصحاب القنوات على أموال الإعلانات؛ يعمى البصر، وتتعامى البصيرة، فلا أحد ينافح عن القيم، ويفرض حدودًا حمراء لا تتجاوزها الإعلانات، ولا أحد يتفاوض على حد أدنى من الأدب والحشمة، مقابل توجيه الإعلان للسوق الإسلامية العملاقة، والمستهلكين المسلمين المتجاوز عددهم المليار ونصف المليار، ومن ناحية فهذا العدد الساحق للمسلمين لا يمكنه سحق إعلان تجاري في قناة إسلامية، ولا يمكنه أن يتجرأ على مقاطعة سلعة؛ لأن إعلانها لا يقيم له وزنًا، ولا يحترمه بنسخة إعلانية توافق قيمه، رغم أن نداءات وحملات المقاطعة للقنوات التي تعرض مسلسلات لها نفس أفكار الإعلان التجاري وصلت حد التفسيق لأصحابها، لكن مقاطعة السلع أمر لا تطيقه الشعوب الاستهلاكية. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (71) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain