مسيرة الحياة جزء من ذات الفرد، هي من أملاكه الخاصة التي قلما يهتم بها، وإن كان في المجتمع آخرون قد يهتمون بها، ويودون أن تكون حقاً مشاعاً يقرأه الفرد ويتعلم منه الجيل ويستفيد منه المجتمع. وفي المقابل، فإن كتابة (السيرة الذاتية) التي ترسم ملامح التجربة الحياتية بتوازن لا ينتابه إغراق في التفاصيل حد الملل، ولا اختصار يرمي بها في دائرة الخلل.. ذلك فن ليس بالسهل بل هو صعب ممتنع. ولذا ثمة متخصصون كبار في كتابة هذا الضرب من الفن الرفيع ينالون أجرهم مقابل تسطير ما جرى لصاحب السيرة عبر أيام وتواريخ، وما تراكم عبر سنوات شكلت شخصيته ورسمت خطاه. وبقدر المكانة الاجتماعية أو الشعبية المجردة من كل الهالات المصطنعة أو الحبكات المختلقة، بقدر ما تجد السيرة الذاتية القبول والانتشار والنجاح، لأنها باختصار ترسم مشاهد وأحداثا ومواقف وتجارب شكلت في مجموعها هذه الشخصية التي يرغب طيف واسع من الناس معرفة المزيد عنها، وعن تفاصيل مراحل حياتها، والأحداث المفصلية التي غيرت من قناعاتها أو أعادت توجيه بوصلتها أو ربما زادتها رسوخاً وثباتاً على المبادئ التي تؤمن بها وتعيش لها وتضحي في سبيلها. وفي مسيرة الحياة ثمة شخوص متحركة إيجابية أو سلبية تساعد في صناعة الأحداث، وفي رسم التجارب وفي صياغة المواقف. وبدونها تظل قصة الحياة ناقصة مبتورة تظللها علامات استفهام كثيرة، ووضع هذه الشخصيات في مواضعها الحقيقية جزء من صحة الرواية، واستكمال لفصولها، وإثراء للعبر المستخرجة منها. والأهم من ذلك كله التعرف على مشاعر صاحب المسيرة الحقيقية تجاه الأشخاص الذين ساهموا في صناعة الأحداث والمواقف والتجارب سلباً كانت أو إيجاباً. وكذلك التعرف على نبضات القلب وخلجات الفؤاد ومشاعر الألم والحزن حيناً، والسرور والبهجة حيناً آخر. وتاج ذلك كله بالنسبة للمسلم وصف لحظات الاستسلام الكامل لأقدار الله عز وجل والرضا بكل ما خطه القلم واحتوته الصحف ومضى بأمره ومشيئته. تلكم هي سانحة خطرت على البال بعد قراءة ممتعة ل (طفولة قلب: دون التذكر وفوق النسيان).. تحكي مسيرة حياة سلمان العودة حفظه الله وأعلى قدره. [email protected]
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain