انتشرت مئات الدبابات حول مدينتي حماة ودير الزور السوريتين، بينما شوهدت دبابات تتجه نحو مدينة السلمية (ريف دمشق) في ظل انقطاع للاتصالات الهاتفية. وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن أن «نحو مئتي دبابة بالإضافة الى اليات عسكرية اخرى تحاصر مدينة دير الزور من جميع الاتجاهات»، وأضاف ان «اكثر من مئة دبابة وصلت من طريق حمص وطريق خان شيخون، بالاضافة الى عشرات ناقلات الجند المدرعة»، مشيرا الى «انقطاع الاتصالات الارضية والخلوية عن مدينة حماة». وبدأت قوات الجيش التي انتشرت في حماة بقصف اثنين من احياء المدينة التي شوهد الدخان يتصاعد في اكثر من منطقة فيها، وذكر رامي عبدالرحمن ان «القصف تركز على منطقة جنوب الملعب وحي المناخ»، مشيرا الى ان «بعض المنازل هدمت جراء القصف»، واضاف ان «قوات الامن والجيش اقامت حواجز لمنع الاهالي من النزوح». وقال سكان ان الدبابات السورية دخلت أمس الى ميدان العاصي الرئيسي في قلب حماة بعد ان قصفت المدينة، وقال احد السكان في اتصال من هاتف يعمل بالاقمار الصناعية من داخل المدينة «قطعت كل الاتصالات. النظام يستغل تركيز وسائل الإعلام على محاكمة حسني مبارك حتي ينهي مهمته في حماة»، وأضاف ان القصف تركز على حي الحاضر الذي دمر جزءًا كبيرًا منه خلال حملة عسكرية على حماة عام 1982 أسفرت عن سقوط آلاف القتلى. وقال إن الدبابات شوهدت وهي تتحرك من الجنوب الى وسط حماة تصاحبها مجموعة من الوحدات منها الميليشيا المعروفة باسم الشبيحة وقوات مشاة وقوات خاصة. وتحدث ناشط آخر عن «دبابات شوهدت وهي تتجه نحو ساحة العاصي وسط المدينة واخرى ترافقها اليات عسكرية في عدد من المناطق»، واضاف الناشط ان «دوي الانفجارات التي تسمع في اكثر من مكان يوحي بحرب مفتوحة في المدينة». واشار مدير المرصد الى «دبابات ومدرعات عسكرية شوهدت على الطريق المؤدية الى مدينة السلمية (30 كلم جنوب شرق حماة) التي شهدت خلال الايام الماضية مظاهرات حاشدة طالبت باسقاط النظام»، واشار الى «انقطاع الاتصالات الارضية والخلوية عن المدينة». من جهتها، ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) نقلا عن مصدر عسكري مسؤول امس ان «التنظيمات الإرهابية المسلحة في محافظتي حماة ودير الزور تواصل ترويع المواطنين بنشر الشائعات الكاذبة بين صفوفهم في محاولة لتشويه صورة الجيش والاساءة إلى سمعته وصولا الى اثارة الفتنة بينه وبين أهله وذويه في المحافظتين المذكورتين». ودعا المصدر «المواطنين في حماة ودير الزور» الى «ألا يصغوا إلى الشائعات التي تروجها تلك التنظيمات الإرهابية». واكد ان «وحدات الجيش تعمل على عودة الامن والاستقرار الى المناطق التي عاثت فيها التنظيمات الارهابية فسادا وعكرت صفو حياة المواطنين بسبب ممارساتها المخلة لمبادئ الدين الاسلامي السمحة وبالقواعد الاخلاقية للمجتمع».