ستظل بداية ونهاية شهر رمضان موضع اختلاف بين المسلمين، رغم وجود دور الافتاء والمجالس القضائية المختصة بتحديد رؤية الهلال والإعلان عن قدوم ونهاية شهر رمضان، والمراصد الفلكية والتقنيات الحديثة، وثورة الاتصالات التي تجعل من السهولة الاتصال والتواصل بين المجامع الفقهية والهيئات الشرعية، للاتفاق على بداية شهر الصيام ونهايته، وأن تصوم الشعوب الإسلامية في يوم واحد وتفطر في يوم واحد، ويكون عيدها في يوم واحد، إلا أن هناك من يصر على أن يبقى «الهلال حائرًا» بين الدول الإسلامية، ورؤيته محل جدال وخلاف بين المسلمين، فدول عربية وإسلامية تعلن بدء الصوم لثبات رؤية الهلال، وأخرى تؤجل لعدم ثبات الرؤية، ووصل الأمر إلى أنه في إحدى الدول جزء من أبناء الدول بدأ الصوم مقتديًا بمرجعيته الفقهية لثبات رؤية الهلال، وفريق آخر كان مفطرًا متبعًا مرجعيته التي لم تعلن دخول الشهر، والحال في بلاد الأقليات الإسلامية لا يسر، ففي أوروبا المسلمون كل تجمع إسلامي حدد مرجعيته القطرية أو المذهبية التي يقتدي بها، فالذين ينحدرون من أصول تركية يصومون مع تركيا، ومن ينحدرون من أصول باكستانية يصومون مع إسلام أباد، ومنهم من أعلن أنهم يصومون مع السعودية. الأمر يصور على أنه اختلاف في المراجع الفقهية، فهناك مرجعيات اعتمدت الرؤية هي الأساس في بدء الشهر ونهايته، فالمحكمة العليا في المملكة تدعو المسلمين إلى تحري الهلال بالعين المجردة أو بواسطة المناظير وإبلاغ أقرب محكمة، فهي تجمع بين «الرؤية» بالعين أو بواسطة المناظير. وفي الكويت تعتمد الرؤية ومن يرى الهلال يتقدم إلى هيئة الرؤية الشرعية للإدلاء بشهادته، ولكن دول أخرى حسمت رأيها الشرعي واعتمدت على الحساب الفلكي في رؤية الأهلّة، وتعلن قبل بدء الشهر عن موعد دخوله وموعد نهايته، وهو الأمر الذي أخذ به المجلس الأوروبي للافتاء الذي اعتمد تحديد بداية شهر الصوم فلكيًا، وكذلك يحرص بعض العلماء من أبرزهم الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع على تحديد بداية الشهر ونهايته طبقًا للحساب الفلكي. وفشلت المحاولات التي قادها مفتي مصر الأسبق الشيخ نصر فريد واصل لإطلاق قمر إسلامي تشارك فيه الهيئات الشرعية والمجامع الفقهية العربية والإسلامية لتحديد رؤية الهلال خاصة أن جميع الدول العربية والإسلامية تشترك في جزء من الليل.. فهل آن الأوان لوضع حد لرؤية الهلال الحائر بين العرب والمسلمين؟.