أعلنت بعض القوى السياسية في مصر أمس تعليق اعتصامها بميدان التحرير لإعطاء فرصة للحكومة الجديدة لتنفيذ المطالب التي تعهدت بتنفيذها خلال الأيام الماضية، ومحاوله لاحتواء الاضطرابات في الشارع المصري بعد أن سادت حالة من الفوضى. وكانت «الجمعية الوطنية للتغيير» و«التحالف من أجل مصر»و«الجبهة القومية للعدالة والديمقراطية” و«حركة المصري الحر”، و«اللجان الشعبية للدفاع عن الثورة» و”حركة بداية” و”رابطة الشباب التقدمي” أعلنوا تعليق الاعتصامات بكافة المحافظات، حتى لا تتفاقم الأزمة بين الثوار والمجلس العسكري حسب وجهة نظرهم، داعين الجميع للمشاركة في مليونية يوم غد «الجمعة». قال محمد عادل المتحدث الإعلامي باسم حركة شباب «6 أبريل»: إن تعليق الاعتصام الآن ضرورة قبل غد، وقال: إن ما حدث من الحكومة خلال الأيام الماضية بتحقيق عدد من المطالب كافية لتعليق الاعتصام التي من بينها التغير الوزاري، وعلانية محاكمة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي التي أذيعت على الهواء مباشرة في استجابة واضحة لمطالب المعتصمين، مطالبًا رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف سرعة تغير المحافظين بحيث لا يكون هناك محافظ واحد ينتمي للحزب الوطني «المنحل» ووضع الحد الأدنى للأجور الذي حدده حكم القضاء ب1200 جنيه، واتخاذ إجراءات لضبط الأسواق والأسعار من الانفلات قبل شهر رمضان، في حين أكد آخرون أن قرار تعليق الاعتصام من حق أهالي الشهداء فقط. وشهد ميدان التحرير «بقلب القاهرة» أمس اجتماعات مكثفة بين ممثلي القوى السياسية والمعتصمين في الميدان للتنسيق حول فعاليات المظاهرة المليونية المقرر خروجها غدًا الجمعة بعد التوافق على تسميتها ب «جمعة لم الشمل»، حيث أبدى أغلب المعتصمين موافقتهم على المشاركة في المظاهرات تحت شعار يوحد جميع القوى السياسية بما في ذلك التيار الديني الذي دعا لجمعة الاستقرار، ورحب بعض المعتصمون بميدان التحرير بفعاليات الجمعة المقبلة تحت أي مسمى أو شعار سواء جمعة الاستقرار أو الوحدة ولم الشمل. وواصل الإخوان والسلفيون حملاتهم لحشد الجماهير للمشاركة في مظاهرات الجمعة المقبلة، التي أطلقوا عليها جمعة إرادة الشعب، محذرين من خطورة الأوضاع الخطيرة التي قد تدخل البلاد في نفق مظلم. وأكد الدكتور عصام العريان أحد كوادر الإخوان المسلمين حرص الجماعة على مصلحة استقرار البلاد حتى لا يلحق بالاقتصاد أضرار جديدة، مشيرًا إلى أن اعتصام التحرير يعنى نزيف البلاد وخرابها اقتصاديًا، مطالبًا بأن تكون المليونية المقبلة استمرارًا لروح الثورة وروح التوافق الوطني.