لنفترضِ الآن أَنَّا سقطنا، أَنا والعَدُوُّ، سقطنا من الجوِّ في حُفْرةٍ.. فماذا سيحدثُ ؟ سيناريو جاهزٌ: في البداية ننتظرُ الحظَّ.. قد يعثُرُ المنقذونَ علينا هنا ويمدّونَ حَبْلَ النجاة لنا فيقول : أَنا أَوَّلاً وأَقول : أَنا أَوَّلاً وَيشْتُمني ثم أَشتمُهُ دون جدوى، فلم يصل الحَبْلُ بعدُ.. يقول السيناريو: سأهمس في السرّ: تلك تُسَمَّى أَنانيَّةَ المتفائلِ دون التساؤل عمَّا يقول عَدُوِّي أَنا وَهُوَ، شريكان في شَرَكٍ واحدٍ وشريكان في لعبة الاحتمالاتِ ننتظر الحبلَ ... حَبْلَ النجاة لنمضي على حِدَةٍ وعلى حافة الحفرةِ - الهاويةْ إلي ما تبقَّى لنا من حياةٍ وحربٍ ... إذا ما استطعنا النجاة ! أَنا وَهُوَ، خائفان معًا ولا نتبادل أَيَّ حديثٍ عن الخوف.. أَو غيرِهِ فنحن عَدُوَّانِ .. ماذا سيحدث لو أَنَّ أَفعى أطلَّتْ علينا هنا من مشاهد هذا السيناريو وفَحَّتْ لتبتلع الخائِفَيْنِ معًا أَنا وَهُوَ؟ يقول السيناريو: أَنا وَهُوَ سنكون شريكين في قتل أَفعى لننجو معًا أَو على حِدَةٍ.. ولكننا لن نقول عبارة شُكْرٍوتهنئةٍ على ما فعلنا معًا لأنَّ الغريزةَ، لا نحن، كانت تدافع عن نفسها وَحْدَها والغريزة ُ ليست لها أَيديولوجيا..