إلى وقت قريب كان الناس يهتمون بالتواصل مع القريب والبعيد والمقيم والمسافر ولكن رويدا رويدا بدأت هذه الثقافة الجميلة تندثر عند أغلب الناس، لا أدري ما السبب هل انشغل الناس بهموم حياتهم ودنياهم أم شغلتهم المادة وكانت هي السبب الرئيس في هذا التراجع، أقول هذا جائز وذاك جائز. ولكن قد يقول قائل: لماذا هذا التشاؤم فالناس بخير وعلى خير. نعم لا أختلف في ذلك ولكن ماذا نفسر: تمر الأيام والليالي والشهور والأعوام والأعياد والإجازات لدى بعض من عباد الله وهو لا يكلف نفسه بالسؤال عن أحد الجيران أو الأقارب والمرضى واليتامى والمساكين والفقراء سواء من الأرحام أو الأصدقاء. أمعقول هذا؟ إلى هذا الحد قست قلوب بعضنا أين هم أغنياؤنا وهل انشغلوا أو شغلوا بالدنيا الفانية..؟ وكم من هؤلاء ترك أعماله بعض الوقت ليبحث عن ذوي الحاجات وكبار السن وكم منا خصص وقتا من أوقاته لزيارة المرضى وكم من موسر خفف عن معسر لكي يخفف الله عنه في الآخرة وهل تواضع أحدنا وقام بملاطفة الأيتام؟ وكما يعلم الجميع أن السلام هو مدخل التواصل يقرب الناس بعضهم بعضا ويوحد قلوبهم ونفوسهم حتى لو كان هذا التواصل بالكلمة الطيبة والكلمة الطيبة صدقة. عن أبي هريرة رضي الله عنه - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم» إذن علينا أن نتبع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وأن نعود كما كنا في الماضي القريب .. ياليت.... سكتة : التواصل والتواضع صفتان حميدتان في قلوب المؤمنين وصدورهم أما الغرور والكبر أسوأ عادتين ذميمتين للمتعالين والخيلاء. [email protected]